الإدارة بالأُذُن.. حين تتحول المكاتب إلى آذان والممرات إلى وشايات

بقلم : عامر آل عامر
في بعض المؤسسات، لا يقود المدير فريقه بالبصيرة، ولا بالخبرة، ولا حتى بالخطط والمبادرات.. بل يديرهم بـ"أُذنه".
تغدو أذنه صندوقًا أسودًا مفتوحًا، تستقبل فيه الهمسات، والظنون، والتأويلات، وحتى الأكاذيب، فيتشكل القرار لا بناءً على الواقع، بل على ما "نُقِل إليه".
هكذا تنشأ "الإدارة بالأذن" — أسوأ أشكال القيادة، حين يتحول المدير من صانع قرار إلى متلقٍّ دائم للمعلومات المفلترة من أشخاص ذوي مصالح أو دوافع خفية.
المدير الذي يدير عبر الأذن لا يرى، لا يسمع إلا ما يُراد له أن يسمعه.
يعتمد على "فئة ناقلة"، هم الوسطاء بينه وبين فريقه، ينقلون له الأخبار كما يشتهون، يضخمون الأخطاء، ويطمسون الإنجازات، ويشكّكون في النوايا.
والكارثة؟
أن هذا المدير يثق بآذانه أكثر من ثقته بفريقه.
يسارع إلى إصدار العقوبات والتوجيهات من دون تحقق، يزرع الشك ويُغذّي الفجوة بينه وبين موظفيه، فيتحول المكتب إلى مساحة متوترة، والموظفون إلى ممثلين، والوشاة إلى قادة ظل.
ما الذي يحدث في بيئة كهذه؟
يُكافأ الناقل، ويُعاقب الصادق.
تُطمس الحقائق، ويُعاد تشكيل الواقع حسب هوى الرواة.
تسود ثقافة الخوف والتملق، ويخفت صوت الكفاءة والمبادرة.
وما يجهله المدير الذي يدير بأُذنه، أن من ينقل له اليوم، قد ينقل عنه غدًا.
وأن من يهمس له بعيوب غيره، يهمس لغيره بعيوبه.
هل هذه إدارة أم استنزاف نفسي؟
إنها ليست قيادة، بل انقياد.
وليست متابعة، بل انقطاع عن الواقع.
إنها إدارة تصيب الروح المؤسسية في مقتل، وتفتح أبواب النزاع، وتقتل الثقة، وتدفع الكفاءات إلى الهروب بصمت.
ما البديل؟
البديل هو الإدارة بالرؤية المباشرة، بالحوار، بالملاحظة، وبالعدالة.
المدير الناجح لا ينتظر أحدًا ليشرح له موظفيه، بل يقترب منهم، يراقب أداءهم، يقرأ سلوكهم، ويحتكم إلى الوقائع لا الانطباعات.
لا عيب في أن يُنقل للمدير خبر، لكن العيب أن يُصدّق دون تحقق، وأن تُبنى عليه قرارات دون عدالة.
في الختام:
الإدارة بالأذن ليست فقط خللًا إداريًا، بل هي تهديد لبنية الثقة داخل المؤسسة.
فحين تتحكم الهمسات في القرارات، تضيع الأصوات الصادقة، وتتحول بيئة العمل إلى مسرح يُديره الخوف بدل الطموح.
اختر أن تكون قائدًا يُنصت للجميع، لا من يُسيّره البعض.
تغدو أذنه صندوقًا أسودًا مفتوحًا، تستقبل فيه الهمسات، والظنون، والتأويلات، وحتى الأكاذيب، فيتشكل القرار لا بناءً على الواقع، بل على ما "نُقِل إليه".
هكذا تنشأ "الإدارة بالأذن" — أسوأ أشكال القيادة، حين يتحول المدير من صانع قرار إلى متلقٍّ دائم للمعلومات المفلترة من أشخاص ذوي مصالح أو دوافع خفية.
المدير الذي يدير عبر الأذن لا يرى، لا يسمع إلا ما يُراد له أن يسمعه.
يعتمد على "فئة ناقلة"، هم الوسطاء بينه وبين فريقه، ينقلون له الأخبار كما يشتهون، يضخمون الأخطاء، ويطمسون الإنجازات، ويشكّكون في النوايا.
والكارثة؟
أن هذا المدير يثق بآذانه أكثر من ثقته بفريقه.
يسارع إلى إصدار العقوبات والتوجيهات من دون تحقق، يزرع الشك ويُغذّي الفجوة بينه وبين موظفيه، فيتحول المكتب إلى مساحة متوترة، والموظفون إلى ممثلين، والوشاة إلى قادة ظل.
ما الذي يحدث في بيئة كهذه؟
يُكافأ الناقل، ويُعاقب الصادق.
تُطمس الحقائق، ويُعاد تشكيل الواقع حسب هوى الرواة.
تسود ثقافة الخوف والتملق، ويخفت صوت الكفاءة والمبادرة.
وما يجهله المدير الذي يدير بأُذنه، أن من ينقل له اليوم، قد ينقل عنه غدًا.
وأن من يهمس له بعيوب غيره، يهمس لغيره بعيوبه.
هل هذه إدارة أم استنزاف نفسي؟
إنها ليست قيادة، بل انقياد.
وليست متابعة، بل انقطاع عن الواقع.
إنها إدارة تصيب الروح المؤسسية في مقتل، وتفتح أبواب النزاع، وتقتل الثقة، وتدفع الكفاءات إلى الهروب بصمت.
ما البديل؟
البديل هو الإدارة بالرؤية المباشرة، بالحوار، بالملاحظة، وبالعدالة.
المدير الناجح لا ينتظر أحدًا ليشرح له موظفيه، بل يقترب منهم، يراقب أداءهم، يقرأ سلوكهم، ويحتكم إلى الوقائع لا الانطباعات.
لا عيب في أن يُنقل للمدير خبر، لكن العيب أن يُصدّق دون تحقق، وأن تُبنى عليه قرارات دون عدالة.
في الختام:
الإدارة بالأذن ليست فقط خللًا إداريًا، بل هي تهديد لبنية الثقة داخل المؤسسة.
فحين تتحكم الهمسات في القرارات، تضيع الأصوات الصادقة، وتتحول بيئة العمل إلى مسرح يُديره الخوف بدل الطموح.
اختر أن تكون قائدًا يُنصت للجميع، لا من يُسيّره البعض.