×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

رثاء إلى الزميل الإعلامي أحمد الخبراني في وفاة ابنه نايف

رثاء إلى الزميل الإعلامي أحمد الخبراني في وفاة ابنه نايف
بقلم ✍️ : عامر آل عامر 
يا أحمد...
يا من جرّب اليوم وجعًا لا يشبه سواه،
وجعًا لا صوت له… لكنه يصرخ في داخلك كل لحظة.
نعلم أن المواساة في مثل هذا الموقف تشبه محاولة إطفاء نارٍ بالماء البارد،
نعلم أن الكلمات مهما كانت عميقة، فإنها لا تملك أن تُرمم الكسر، ولا أن تُعيد ما فُقد.

لقد رحل نايف…
ابنك، حبّك الصغير، أملك الذي كنت تبني معه المستقبل طوبةً طوبة.
كان أقرب من ظلك، وكان صوته يُطرّز نهارك، وخطاه تُرشد قلبك أين يميل،
ثم فجأة… سكن كل شيء.
اختفى صوته من الغرفة، وهدأت لعبه، وغابت تلك الضحكة التي كانت تُنير أركان الدار.
رحل نايف، دون أن يُمهلك وداعًا، دون أن يُكمل جملته، دون أن ينظر خلفه.

يا أحمد…
اعذر دموعك، فهي ليست ضعفًا، بل وفاء.
واعذر قلبك، فهو لم يُخلق ليحتمل هذا القدر من الانكسار دون أن ينحني.
واعلم أن الله يعلم حجم الألم، ويعلم كيف يُعوّض الصابرين بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت.

إن رحيل الابن ليس مجرد فاجعة،
بل هو إعادة صياغة لكل تفاصيل الحياة من جديد.
ستسمع صوته في صمت الغرفة، وستراه في ملامح الأطفال،
وستحمل صورته في قلبك إلى أن تلقاه،
لكن ما يجب أن تعلمه... أن نايف لم يغب، بل سبق.
هو الآن في مكانٍ لا تعب فيه،
مكانٍ يليق بنقائه، ببراءته، بطهارته التي لم تلوّثها الحياة بعد.

نايف الآن في رحمة الله،
يلهو في جنّةٍ لا يشوبها ألم،
وحوله ملائكة تبتسم،
ولا تسأله: "ما بك؟"، بل تقول له: "سلامٌ عليكم بما صبرتم".
وسيظل، بإذن ربه، دعاؤك له سببًا في رفع درجته،
وسيبقى، ما دام الصبر في قلبك، شفيعًا لك إلى يومٍ لا ينفع فيه إلا العمل والدعاء.

يا أحمد...
سيكبر نايف في الجنة.
سيناديك يوم القيامة باسمك،
سيأخذ بيدك إلى بابٍ من نور،
وسيقول بفخر: "هذا أبي، وهذا دعاؤه، وهذا صبره".

فاصبر.
وإن بكيت، فلا بأس… فهذا حق القلب.
وإن ضعفت، فاستند إلى الله،
فهو أرحم بك من كل الخلق،
وهو الذي وعد أن يُعوّض كل صابرٍ بخيرٍ مما فُقد.

اللهم اجعل نايف قرّة عينٍ في الجنة،
اللهم اجعل فقده رفعة، وصبر والده سبيلًا إلى رحمتك،
اللهم اربط على قلب أحمد، وعلى قلوب أهله،
وارزقهم الإيمان والسكينة والرضا،
ولا تذر لهم كسرًا إلا جبرته، ولا حزنًا إلا سكّنته.

إنا لله وإنا إليه راجعون،
وإنا على فراقك يا نايف لمحزونون،
ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر