×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

"السطر مو كل شي"

"السطر مو كل شي"
بقلم : علي عبيد الشمري 
في كثير سطور نمرّ عليها، نقرأها بعين ونطوف عنها بعين. سطور كأنها مكتوبة بس عشان تُكتب. لا معنى، لا إحساس، ولا حتى فكرة واضحة. كلمات مرتّبة، شكلها أنيق، لكن فاضية من الداخل. كأن الكاتب كتب، وهو ما يدري ليه يكتب أصلًا.

وهنا تكمن المشكلة.
المشكلة مو في القلم، ولا في الورق… المشكلة في الكاتب نفسه.
في ناس تكتب قبل ما تقرأ، تكتب قبل ما تفهم، وأحيانًا تكتب لمجرد إنها تبغى تقول “أنا كتبت”. ما في بحث، ما في مصدر، ولا في وعي حقيقي بالفكرة.
يكتبون لمجرد التعبير، أو لمجرد الحضور… لكن بدون هدف، وبدون نية واضحة.

طيب، ليه تكتب إذا ما كنت عارف وش تبي تقول؟
الكتابة مو استعراض، ولا هواية تنعمل بين سطر وسطر.
الكتابة مسؤولية. الكلمة اللي تطلع منك ممكن توصل لعقول كثيرة، وممكن تغيّر، أو تزرع فكرة، أو حتى تخلق جدل… وأنت ما كنت ناوي شي من هذا كله.

القارئ اليوم مو بسيط.
صار يميز بين الكاتب اللي يكتب عن وعي، وعن تجربة، وبين اللي بس يرصّ حروف عشان ينقال عنه “كاتب”.
اللي ما عنده خلفية كافية، ولا ثقافة واضحة، مهما حاول يجمّل أسلوبه… ينكشف.
لأن العمق ما يُصنع بالكلمات الكبيرة، بل بالفكرة اللي وراها.

والسطور اللي تنكتب بهالطريقة، تظل فعلاً بلا عنوان.
لأن العنوان يحتاج فكرة، والسطور هذي ما كان فيها لا فكرة، ولا رسالة، ولا حتى إحساس.
سطور تقول للقارئ: “أنا موجودة، بس ما أدري ليه”.

باختصار:
إذا ما كنت ناوي تكتب شي يستحق يُقرأ… خل القلم على جنب.
لأن الكتابة صوت، والصوت لازم يكون له معنى.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر