×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

“قلوبنا القديمة… وين راحت؟”

“قلوبنا القديمة… وين راحت؟”
بقلم : علي عبيد الشمري 
في أماكن كثيرة مرّينا فيها، بس ما مرّت منّا.
مجرد ما نعدّي من قدّامها، كأن القلب يوقف لحظة. تحس إنك نسيت شي غالي، أو يمكن تركت جزء من نفسك هناك… مو لأن المكان تغيّر، لكن لأنك تغيّرت، واللي كانوا معك ما عادوا موجودين.

الأماكن، حتى وهي ساكتة، كأنها تشتاق.
في كل زاوية فيها ذكرى، وفي كل طاولة، وكل ظل شجرة، فيه ضحكة راحت، وسالفة انحكت، وعيون كانت تشوفك بعين المحبة والرضا.

نشتاق لأصحاب كانوا معنا في كل شي بسيط.
أصدقاء نضحك معاهم بدون مناسبة، نحزن قدامهم من غير ما نخاف، ونحكي كثير بدون ما نقلق وش بيقولون. ناس قلوبهم واسعة، وصداقتهم كانت راحة، مو واجب.

نشتاق لأيام عشناها بهدوء…
كانت الحياة أبسط، والقلوب أنقى.
كنا نعيش بلحظة، ونفرح بكاسة شاي على سطح، بضحكة فجأة، بسالفة تتكرر كل يوم وما نملّ منها.

ذاك الزمن؟ ما كان فيه تكلف، ولا ضغط، ولا سباق مع الوقت.
كنا نعيش بصدق، نحب بصدق، وننام على نية طيبة، ما تحمل هم بكره، ولا تقارن نفسك بأحد.

وينكم؟
مع زحمة الدنيا، وتسارع الوقت، وين راحت هالقلوب؟
تمرّ اللحظة وما نحس فيها، تمر السنة كأنها يوم.
وين ضحكاتكم؟ وين سوالفكم؟ وين الأرواح اللي كانت تخلّي كل شي عادي يصير له طعم ثاني؟

نشتاق، ونعرف إن الحنين موجع، بس أحيانًا هو اللي باقي يربطنا بالأماكن والناس اللي كنّا نحبّهم.

ما ندري… نشتاق للمكان؟
ولا للأيام؟
ولا للناس؟
ولا لقلوبنا يوم كانت أخف؟

بس اللي نعرفه، إن كل مرة نقف قدّام الذكرى،
في شي فينا يسكت…
يتنهّد…
ويهمس بصوت ما نسمعه إلا بقلبنا:
“ما كان الحنين عبث.”
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر