بين طيّ الصفحة وكتابة أول سطر: عام جديد

عند نهاية كل عام، نتوقف قليلًا، ونحضى بفرصة لنتأمل:
ما الذي نود حمله معنا؟
وما الذي آن أوان تركه؟
وأي الأبواب تستحق أن تُفتح من جديد؟
في لحظة العبور بين عامين، يعود السؤال الأبدي: ماذا نريد حقًا؟
عامٌ يُسدل ستاره ويهمس: حان وقت الرحيل.
يرحل بكل ما مر فيه من أيام وقرارات ومشاعر،
ويترك أمامنا مساحة لعام جديد، يحمل معه فرصًا جديدة،
كأن الملفات القديمة تُعاد فتحها،
وكل شيء يُعاد ترتيبه بما يناسب القادم،
في حين تُغلق بعض الصفحات إلى الأبد.
تبدو الحياة وكأنها تفتح أبوابها على اتساعها،
وتضع أمامنا خيارات كثيرة،
لكننا ندرك مع الوقت أن الحكمة لا تكمن في اقتناص كل فرصة،
ولا في السير خلف كل طريق.
الحكمة تكمن في الاختيار.
في أن نختار ما يتناغم مع قيمنا،
وما يأخذنا إلى المكان الذي نطمح إليه فعلًا.
لم تعد الكثرة تغرينا،
بل أصبحنا نبحث عن الجودة، عن الهدف،
عن ذلك الشيء الذي يُشبهنا ويصنع فرقًا حقيقيًا في حياتنا.
فكل نهاية تُمهّد لبداية،
وكل بداية تمنحنا فرصة لنُعيد تعريف الطريق،
بطريقة تُشبه وعينا وتليق بنا.
العام الجديد يقترب، لا ليُغرقنا في البدايات المتعددة،
بل ليفتح لنا بابًا نحو الإجابات.
نختار فيه بعقل وقلب، ونمضي بثبات.