×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

في يومها العالمي.. الإبل تتحدث بصوت الصحراء

في يومها العالمي.. الإبل تتحدث بصوت الصحراء
بقلم : موضي عودة العمراني 
في الثاني والعشرين من يونيو، يُخصّص العالم لحظة تأمل واحتفاء بـ”سفينة الصحراء” في اليوم العالمي للإبل، تكريمًا لحيوانٍ لطالما كان رفيق الصحراء وشاهدًا على حضارات بُنيت فوق الرمال. هذا اليوم ليس مجرد مناسبة فولكلورية، بل هو اعتراف عالمي بمكانة الإبل ودورها الحيوي في البيئات القاسية، وبمكانتها المتجددة في مستقبل الأمن الغذائي والتكيّف المناخي.

الإبل ليست كغيرها من الحيوانات؛ فهي صورة من صور الصبر والقدرة على التحمّل، قادرة على اجتياز مئات الكيلومترات تحت الشمس اللاهبة دون ماء، وتوفير الحليب الغني بالفيتامينات والحديد في بيئات تندر فيها الخيارات الغذائية. وفي زمنٍ تسارعت فيه التحديات البيئية، تعود الإبل إلى الواجهة كرمزٍ للتكيّف والذكاء الطبيعي والاستدامة.

اختيار الثاني والعشرين من يونيو، وهو اليوم الذي يلي أطول أيام السنة في نصف الكرة الشمالي، لم يكن مصادفة، بل جاء رمزًا لقدرة الإبل على تحدي أقسى الظروف المناخية؛ فهي صوت الصحراء الذي لا يذبل، وصورة للثبات في زمن التقلّب. وقد أُطلقت هذه المبادرة لأول مرة عام 2009 على يد الدكتور عبد الرزاق كاكار، لتصبح اليوم منبرًا عالميًا للتعريف بالإبل ومكانتها.

في مثل هذا اليوم، تنظم العديد من الدول مهرجانات وفعاليات تبرز جمال الإبل، وتعرض سلالاتها الأصيلة، وتتبارى في سباقات تقليدية، كما تُقام جلسات علمية وثقافية حول أهميتها الاقتصادية والبيئية. وتنشط منصات التواصل الاجتماعي في توثيق صورها ونشر القصص المرتبطة بها تحت الوسم العالمي: #اليوم_العالمي_للإبل.

الإبل ليست تراثًا ماضيًا فحسب، بل هي مكوّن فعّال في حاضرنا ومستقبلنا؛ فهي تُسهم في الأمن الغذائي، وتلعب دورًا في دعم المجتمعات الريفية، وتوفّر موارد مستدامة من دون استنزاف البيئة. ولهذا، فإن اليوم العالمي للإبل هو رسالة وفاء لهذا الكائن، ودعوة للنظر إليه بعين المسؤولية والتقدير، وإعادة دمجه في خطط التنمية المستدامة.

في يومها العالمي، لا تتحدث الإبل بالكلمات، بل بصوت الصحراء؛ بحوافرها التي تروي حكايات القوافل، وعيونها التي تحمل صبر الأجيال، وظهورها التي حملت التجارة والعلم والسفر، نحو مستقبل لا ينسى من أين أتى.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر