×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

اللطف الوظيفي في مواجهة ضغوط الحياة

اللطف الوظيفي في مواجهة ضغوط الحياة
بقلم : علي عبيد الشمري 
في كل صباح، تبدأ رحلة الإنسان العامل بين واجباته الشخصية ومسؤولياته المهنية. ورغم بساطة المشهد — منبه يرن، وقهوة تُعد، وزحامٌ يتكرر — إلا أن خلف هذه التفاصيل اليومية حكاية تستحق أن تُروى.

نحن لا نُجسد أدوار الأبطال الخارقين، ولسنا آلات تعمل على مدار الساعة. نحن موظفون نحاول التوازن بين متطلبات الحياة العملية والظروف المعيشية، بين الدوام الرسمي والأحاديث الجانبية التي تمنح أيامنا لمسة من الألفة.

الضغوط لا تغيب، والمسؤوليات لا تتوقف، لكننا نتعامل معها بعقلانية وروح مرنة، نرحب بها كما يُستقبل الضيف الثقيل، ونعرف جيدًا أن خلف كل راتب فاتورة تنتظر، ومع ذلك نُكمل طريقنا بابتسامة ومهارة في التعامل.

ما تحتاجه بيئة العمل اليوم لا يقتصر على كفاءة الموظف أو جودة أدائه، بل يتجاوز ذلك إلى أهمية “اللطف الإداري” و”الدعم النفسي”. كلمة طيبة من مسؤول، أو إطراء عابر، قد تُحدث فرقًا لا تُحققه أنظمة الحوافز وحدها.

في ظل الأعباء المتزايدة، نؤمن بأن الراحة النفسية تُعزز الإبداع، وأن بيئة العمل الصحية تقوم على التفاهم والتوازن، لا على الضغط والإرهاق. من هنا، يصبح اللطف قيمة وظيفية لا تقل أهمية عن الكفاءة.

نحن لا نطلب المعجزات، بل بيئة تُقدر الجهد، وتحترم الإنسان خلف المهام. نطمح إلى أن نُعامل كأشخاص لديهم أحلام وأعباء، لكنهم رغم كل التحديات، لا يزالون يبدؤون يومهم بطاقة إيجابية، وإيمان بأن الغد دائمًا يحمل الأفضل.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر