×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

"الهمّيد".. نبتة صحراوية تُعزّز الاستدامة البيئية في نجران

"الهمّيد".. نبتة صحراوية تُعزّز الاستدامة البيئية في نجران
إعداد : بسما اليامي 
في عمق صحارى نجران ومناطق المملكة الجافة، يبرز نبات "الهمّيد" (Rumex vesicarius) كأحد المكونات الطبيعية الفريدة التي تجمع بين القوة البيئية والقيمة التراثية، ليؤدي دورًا متقدّمًا في دعم التنوع البيولوجي ومواجهة آثار التصحر وتغيّر المناخ.

قدرة استثنائية على التكيّف

ينمو نبات الهمّيد في ظروف مناخية قاسية، ويتحمّل درجات الحرارة العالية وندرة المياه، ما يجعله غطاءً نباتيًا طبيعيًا في البيئات الرملية القاحلة. ومن خلال جذوره العميقة، يسهم في تثبيت التربة ومقاومة التعرية، ويشكّل مأوى للحشرات والكائنات الدقيقة، ما يعزز النظام البيئي المحلي بشكل متوازن.

قيمة ثقافية وغذائية

ورغم كونه نباتًا بريًا، فإن "الهمّيد" يحظى بمكانة خاصة لدى بعض المجتمعات الجنوبية، حيث يُستخدم في أطباق شعبية ويُعرف بطعمه المائل إلى الحموضة، ما يجعله خيارًا غذائيًا موسميًا له جذور في العادات الغذائية القديمة.

ضمن أولويات الاستدامة الوطنية

يأتي الاهتمام المتزايد بهذا النبات ضمن الجهود البيئية للمملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030، لا سيما في محور المحافظة على الغطاء النباتي ومكافحة التصحر. ويُعدّ "الهمّيد" نموذجًا حيًا على أهمية النباتات المحلية في تشكيل حزام نباتي داعم للتوازن البيئي، دون الحاجة إلى تدخلات صناعية.

نظرة علمية مستقبلية

تشير دراسات بيئية إلى أن توسيع زراعة نباتات مقاومة مثل "الهمّيد" في المناطق الهامشية يمكن أن يشكّل جزءًا من الحلول الطبيعية لمواجهة تغير المناخ. ويعكف عدد من الباحثين والجهات البيئية على دراسة خصائصه وفوائده على المدى البعيد، بوصفه من النباتات الأصيلة ذات الجدوى البيئية العالية.
وفي ظل التحديات المناخية والبيئية التي تواجه العالم، تتجه الأنظار نحو العناصر الطبيعية القادرة على صنع الفرق. ونبات "الهمّيد" يقدم نموذجًا صامتًا لكنه فعّال في بناء منظومة بيئية أكثر توازناً واستدامة في صحارى المملكة.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر