الرسم والتصوير جدل الجمال بين اليد والعين

بقلم : ناجي الخلف
منذ أن رسم الإنسان الأول ظله على جدار الكهف بدأ تاريخ الفن ومنذ أن التقط أول صورة فوتوغرافية في القرن التاسع عشر بدأ سؤال فلسفي عميق يطفو على سطح الجدل الجمالي ما الفرق بين الرسم والتصوير؟ وأيهما أقرب إلى الحقيقة ؟
وهل التعبير باليد أصدق من القبض على اللحظة بعين الكامير ؟
الرسم - خلق من العدم
الرسم هو فعل تأملي يتجاوز النسخ لا يرسم الفنان ما يراه فقط، بل يرسم ما يشعر به تجاه ما يراه اللون والخط و النسبة و الظل كلها أدوات لا تنقل الواقع بل تعيد تأويله
إن الرسام بحسب الفيلسوف الفرنسي موريس ميرلو-بونتي لا يصف العالم بل يكشف عنه فالرسم فعل وجودي يُترجم فيه الجسد ما تلتقطه الروح
التصوير - اصطياد اللحظة
أما التصوير فقد دخل العالم بوصفه ابناً للعلم لكنه سرعان ما تحول إلى فن المصور لا يصنع المشهد بل يختاره وهذه القدرة على الاختيار هي فلسفة كاملة بحد ذاتها إن المصور يقول - هنا تكمن القصة وفي لحظة واحدة تندمج التقنية بالحدس وتتحول آلة التصوير من جهاز ميكانيكي إلى أداة رؤية جمالية
يقول رولان بارت إن الصورة الفوتوغرافية شبح للواقع فهي لا تروي القصة بل توحي بها إنها لحظة توقفت عن التنفس لكنها لا تزال تتكلم
الرؤية مقابل الخيال
الرسم يفترض وجود الخيال المصور يحتاج للعين أما الرسام فيحتاج لما بعد العين هنا يتجلّى الفرق بين ما هو انعكاسي وما هو إبداعيومع ذلك فإن الحد الفاصل بينهما لم يعد واضحًا فالفنان المعاصر قد يصوّر كما يرسم وقد يرسم كما لو كان يصوّر
التقنية ليست عدوًا للفن
يرى البعض أن التصوير أقل فنّية لأنه يعتمد على آلة لكن الفلاسفة مثل والتر بنيامين حذّروا من هذا الحكم السطحي مؤكدين أن كل تقنية جديدة تُدخل الفن إلى مرحلة جديدة من التعبير التصوير ليس استنساخًا للواقع بل هو لغة جديدة للوجود في العالم
كلاهما بحث عن الجمال
الرسم والتصوير ليسا خصمين بل طريقان مختلفان نحو نفس الهدف : القبض على المعنى في عتمة الوجود كل منهما يتأمل العالم من زاوية مختلفة ويعيد طرح السؤال الأزلي ما الذي يجعل شيئًا ما جميلًا؟
الرسم هو الحلم الذي يصنعه الفنان من داخله والتصوير هو الحقيقة التي ينتزعها الفنان من خارجه وبين الحلم والحقيقة تتكوّن فلسفة الفن حيث لا إجابة نهائية بل تأمل لا ينتهي .
وهل التعبير باليد أصدق من القبض على اللحظة بعين الكامير ؟
الرسم - خلق من العدم
الرسم هو فعل تأملي يتجاوز النسخ لا يرسم الفنان ما يراه فقط، بل يرسم ما يشعر به تجاه ما يراه اللون والخط و النسبة و الظل كلها أدوات لا تنقل الواقع بل تعيد تأويله
إن الرسام بحسب الفيلسوف الفرنسي موريس ميرلو-بونتي لا يصف العالم بل يكشف عنه فالرسم فعل وجودي يُترجم فيه الجسد ما تلتقطه الروح
التصوير - اصطياد اللحظة
أما التصوير فقد دخل العالم بوصفه ابناً للعلم لكنه سرعان ما تحول إلى فن المصور لا يصنع المشهد بل يختاره وهذه القدرة على الاختيار هي فلسفة كاملة بحد ذاتها إن المصور يقول - هنا تكمن القصة وفي لحظة واحدة تندمج التقنية بالحدس وتتحول آلة التصوير من جهاز ميكانيكي إلى أداة رؤية جمالية
يقول رولان بارت إن الصورة الفوتوغرافية شبح للواقع فهي لا تروي القصة بل توحي بها إنها لحظة توقفت عن التنفس لكنها لا تزال تتكلم
الرؤية مقابل الخيال
الرسم يفترض وجود الخيال المصور يحتاج للعين أما الرسام فيحتاج لما بعد العين هنا يتجلّى الفرق بين ما هو انعكاسي وما هو إبداعيومع ذلك فإن الحد الفاصل بينهما لم يعد واضحًا فالفنان المعاصر قد يصوّر كما يرسم وقد يرسم كما لو كان يصوّر
التقنية ليست عدوًا للفن
يرى البعض أن التصوير أقل فنّية لأنه يعتمد على آلة لكن الفلاسفة مثل والتر بنيامين حذّروا من هذا الحكم السطحي مؤكدين أن كل تقنية جديدة تُدخل الفن إلى مرحلة جديدة من التعبير التصوير ليس استنساخًا للواقع بل هو لغة جديدة للوجود في العالم
كلاهما بحث عن الجمال
الرسم والتصوير ليسا خصمين بل طريقان مختلفان نحو نفس الهدف : القبض على المعنى في عتمة الوجود كل منهما يتأمل العالم من زاوية مختلفة ويعيد طرح السؤال الأزلي ما الذي يجعل شيئًا ما جميلًا؟
الرسم هو الحلم الذي يصنعه الفنان من داخله والتصوير هو الحقيقة التي ينتزعها الفنان من خارجه وبين الحلم والحقيقة تتكوّن فلسفة الفن حيث لا إجابة نهائية بل تأمل لا ينتهي .