×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

" العِشرة… صكّ الوفاء الذي لا يُوقَّع بالحبر”

" العِشرة… صكّ الوفاء الذي لا يُوقَّع بالحبر”
بقلم - سهام ورقنجي 
في زمنٍ أصبح فيه التبدّل عادة والتخلّي سلوكًا مغلَّفًا بالمبررات تبقى “العِشرة” عملة نادرة لا تصدأ مهما مرّت عليها السنوات ولا تتهاوى قيمتها أمام تقلبات المزاج أو تغيرات الطقس العاطفي بين البشر.

العِشرة ليست مواقف مُجمّلة في ذاكرة الهاتف ولا صورًا متجمّدة تحت عدسة الحنين بل هي لحظات شاركنا فيها أرواحنا لا وقتنا فقط.

لحظات اختلط فيها الصبر بالاحتواء، واختُبرت فيها القلوب عند ضيق لا عند فرح.
هي زمنٌ لا يُقاس بالساعات بل بثِقل المواقف وصدق التقدير.

القلوب الأصيلة فقط هي من تفهم أن العِشرة ليست التزامًا عاطفيًا بل شرفًا إنسانيًا.
هي تلك الرفقة التي لا تُفسدها خصومة ولا تُهدّها مسافة ولا تُبعثرها كلمة عابرة قيلت في لحظة تعب.
الأصيل لا يفتح دفتر الحسابات حين تتباعد الطرق، ولا يزن العِشرة بمكيال الربح والخسارة. لأنه يدرك أن من عاش معه قلبه لا يُقايضه بمكسب عابر.

العِشرة في قاموس النبلاء لا تنكسر، حتى لو انكسر التواصل.
لا أحد منهم يسأل نفسه: “ماذا سأجني؟”
بل يقول: “ماذا سأكون إن تخلّيت؟”

وما أكثر من يرافقونك عند رغد الحياة لكن قلائل أولئك الذين يبقون ظلك حين تغيب عنك شموس الراحة.
أولئك الذين لا يُعيدون تعريفك مع كل أزمة ولا ينسفون ما بينكم لمجرد سوء تفاهم عابر.

الناس نوعان: من يراك رفيق لحظة، ومن يراك وطنًا.
أما الأصيل فهو الذي إذا أحبك أحبك بضمير وإذا فارقك دعا لك بصدق وإذا اختلف معك لم يحمل في قلبه خنجرًا خلف العناق.

كن أنت العِشرة التي لا تُنسى.

في عالم تزداد فيه قيم الوجوه على حساب القلوب، تَشبّث بأصلك.
ابقَ نقيًا لا تسمح للمواقف أن تلوّث مبادئك ولا تسمح للخذلان أن ينتزع منك إنسانيتك.

فالعِشرة في نهاية المطاف لا تحتاج إلى شهود، بل إلى ضمير حيّ وإلى قلب يعرف أن العمر لا يُعاد وأن من وهبك نبضه ذات يوم لا يُنسى حتى لو أصبح في صفحات الأمس.

وإن مرّت بك عِشرة غالية، فلا تفرّط بها،
وإن كنت أنت العِشرة الغالية فابقَ كما أنت: قيمة نادرة لا تُشترى ولا تُعوَّض
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر