×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

يوم لا يكفيك

بقلم : خلود عبد الجبار 
في الخامس عشر من يونيو من كل عام، يحتفل العالم بيوم الأب العالمي، لكنه ليس مجرد تاريخٍ عابر، بل مناسبة تُسلّط الضوء على رجلٍ استثنائي يشكّل العصب الحقيقي للأسرة، وعمودها الفقري الذي لا يميل.
الأب هو الدور الأهم في دورة الحياة، هو القائد الذي يوجّه بحكمة، والمُحب الذي يَحنو بصمت. فإذا اجتمعت القوة بالحنان في شخصه، أصبح تأثيره عميقًا لا يُمحى في قلوب زوجته وأبنائه، يرسم لهم طريق الأمان والطمأنينة.

الأب رجلٌ عظيم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يمتلك قدرة رهيبة على احتواء الأسرة، يجمعهم تحت جناحيه بكل رقة، ويُلبّي احتياجاتهم المادية والعاطفية دون أن يُشعرهم بثقل الأعباء.
وهو لا يقوم بدوره كأبٍ فقط، بل يُتقن أدوار الزوج، والأخ، والابن، ويوازن بينها بحِرفية عالية ومقامٍ عالٍ.
رجلٌ بألف رجل، يُدير حياته الأسرية بعاطفةٍ ذكية وخطةٍ استراتيجية تُشعر الجميع بالحب والدفء والحماية كلما دخل بيته.

مكانة الأب لا يجب أن تكون محل جدل، بل احترامه، وحبه، وطاعته، واجبٌ راسخ في وجدان كل أفراد المجتمع.
لا يُطلب بل يُمنَح، لا يُقال بل يُمارس، لأن عطاءه لا يُقابله شيء.
هو رمزُ التضحية الصامتة، وصوتُ الحكمة الذي لا يعلو عليه صوت، ومهما حاولت الكلمات أن تُنصفه، تبقى مقصّرة أمام عظمته.

وفي هذا اليوم، نرفع الدعاء لكل أبٍ رحل عن الدنيا، وترك في قلوبنا فراغًا لا يُملأ، ونتضرع إلى الله أن يُسكنهم فسيح جناته، جزاء ما قدّموا لأسرهم.
كما أقدّم تحيةً من القلب لوالدي الغالي، الذي ربّاني وعلّمني لأكون أنا.
فخورةٌ بك حتى عنان السماء.
شكرًا لكل أبٍ ناضل، وضحّى، وأعطى من عمره وعقله وكيانه، ليرى أسرته بخير.
يومٌ واحد لا يكفيك، بل لا تكفيك كل أيام السنة.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر