×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

رمي المأكولات بجانب أبواب المنازل.. إحسان في غير موضعه

رمي المأكولات بجانب أبواب المنازل.. إحسان في غير موضعه
بقلم/ علي عبيد الشمري 
في مشهد يتكرر يوميًا في العديد من الأحياء، يُلقي بعض الجيران أو المارة بقايا الطعام بجانب أبواب المنازل أو في الزوايا العامة، بدافع نية حسنة يرونها “صدقة” لإطعام القطط والطيور، غير أن هذا الفعل، رغم نبل مقصده، يثير جدلاً متزايدًا بين سكان الأحياء والمهتمين بالصحة العامة.
يقول المواطنون إن ترك الطعام في العراء دون رقابة ولا نظافة يعرّض الأحياء لمخاطر صحية متعددة. ففضلات الطعام تجذب الحشرات والفئران وتساهم في نشر الروائح الكريهة، فضلًا عن أنها قد تصبح بؤرة لانتقال الأمراض والجراثيم، خصوصًا في مواسم الحرارة أو الرطوبة العالية.
النية الطيبة لا تبرر الأثر السلبي
يرى المختصون أن العمل الخيري يجب أن يكون منظمًا، ويأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الصحية والبيئية. بالإضافة إلى رمي الطعام في الشوارع قد يساهم في نقل أمراض معدية بسبب تعفن الأطعمة أو تناولها من قبل حيوانات مريضة، الأفضل هو التبرع بمأكولات صالحة لجمعيات الرفق بالحيوان أو وضع الطعام في أماكن مخصصة ونظيفة”.
بين العشوائية والتنظيم
في ظل غياب وعي كافٍ من البعض تتحول نية الإحسان أحيانًا إلى عبء على المجتمع، بعض السكان عبروا عن امتعاضهم من تراكم الأوساخ عند مداخل منازلهم، مما يشوه المنظر العام ويعطي انطباعًا سلبيًا عن الحي، كما يشيرون إلى أن بعض من يضعون الطعام لا يتكلفون حتى باستخدام أوعية مناسبة، بل يرمونه مباشرة على الأرصفة.
حلول ممكنة
لمعالجة هذه الظاهرة، يقترح ناشطون في العمل المجتمعي نشر التوعية حول الطرق الصحيحة لإطعام الحيوانات، مثل:
•وضع الطعام في حاويات مخصصة بعيدة عن المنازل.
•التنسيق مع البلديات لتوفير نقاط تغذية آمنة ونظيفة.
•دعم مبادرات جمع الطعام الفائض وتوزيعه عبر قنوات رسمية.
في النهاية، تبقى النية الطيبة قيمة عظيمة، لكن حين تُمارس بجهل أو عشوائية قد تأتي بنتائج عكسية. فالإحسان لا يكتمل إلا حين يُقرن بالوعي والمسؤولية، لأن العطاء الحقيقي هو الذي لا يؤذي أحدًا – لا إنسانًا ولا بيئة.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر