×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

أدق خشمك بالنظام

أدق خشمك بالنظام
 
ينطلق البعض في التعبير عن آرائهم وكأنهم فوق النظام، ويتوهمون أن حرية الرأي تعني حرية الإساءة، متناسين أن سقف الحرية يقف عند أنف الآخرين… بل عند أنوفهم حرفيًا.

يرفع النظام رايته ليقول: عبّر، ناقش، خالف، لكن لا تتجاوز.
فحين تترك أدب الحوار، وتستبدل المنطق بالشتائم، فأنت لا تمارس حرية، بل تمارس فوضى مغلفة برأي.

يُثير البعض جدلاً ثم يتباكون إذا طُبّق عليهم النظام، وكأنهم صادقون في حرية الرأي لكنهم عاجزون عن تحمل تبعاتها.
تختلف؟ ممتاز.
تنتقد؟ رائع.
لكن حين "تدق خشم" أحدهم، فافعلها بالحجة، بالحوار، بالمنطق، أو دعه للنظام يكفل لك حقك، لا أن تتحول لمتحدث رسمي باسم الفوضى.

"أدق خشمك بالنظام" ليست شتيمة، بل هي جملة عاقلة في وجه من يعتقد أن جرأته دليل قوة، بينما الأدب في الأصل هو القوة.
ففي كل ميدان، ستجد من يخالفك، لكن لن يحترمك إلا من يراك تحترم نفسك أولاً.

ينظّم القانون كل شيء: الكلمة، والرد، وحتى مساحة الصمت.
ومن ظن أن صوته المرتفع يغلب القانون، سيسقط حين يسمع صدى النظام يجيبه بأحكام صارمة لا تعرف المجاملة.

فلتبقَ الآراء حرة… ما دامت مؤدبة.
ولتُرفع الأصوات… ما دامت موزونة.
ولتُدق الخشوم… ما دام النظام هو المطرقة.
أؤمن أن أعظم من يملك الرأي هو من يعرف متى يصمت، ومتى يتكلم، ومتى يُحاور بأدب حتى حين يُستفَز.

لسنا في غابة حتى نعلو بالصوت لنُثبت موقفًا، ولسنا في سوق نخاسة حتى نبيع أخلاقنا لنكسب تفاعلًا.
الكلمة التي لا تزنها قبل أن تكتبها… سيزنها عنك القانون، وقد تكون عاقبتها أقسى من كل اختلاف.

إن كنت صاحب حق، فاضرب به خشم الباطل… لكن بالنظام، لا بالتجريح.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر