جسر التواصل الذي لايُرى
بقلم : خلود عبد الجبار
تُعد لغة الإشارة من أكثر اللغات الإنسانية تعقيدًا وثراءً، إذ تتجاوز كونها مجرد إشارات بالأيدي إلى كونها منظومة لغوية كاملة تحمل قواعدها الخاصة، وتركيبها النحوي والدلالي الفريد، وتعكس ثقافة مجتمعية متكاملة لأكثر من 70 مليون أصم حول العالم، وفق إحصاءات الاتحاد العالمي للصم. وتُستخدم أكثر من 300 لغة إشارة على مستوى العالم، تختلف بحسب الدول والمجتمعات، لكنها جميعًا تشترك في تحقيق الهدف الأسمى: التواصل.
رغم الاعتقاد السائد بأن تعلّم لغة الإشارة أمر صعب، تشير التجارب الواقعية إلى إمكانية إتقان أساسياتها خلال مدة تتراوح بين شهرين إلى ستة أشهر في حال التفرغ الجاد، بينما قد يحتاج الشخص إلى عام أو أكثر ليصل إلى الطلاقة، خاصة في ظل التنوّع اللغوي والإشاري بين المجتمعات. وتُسهم منصات التقنية اليوم في تسهيل عملية التعلم بشكل كبير، حيث وفّرت تطبيقات ذكية مترجمة للغة الإشارة، إلى جانب قنوات تعليمية مرئية، وقواميس تفاعلية.
الذكاء الاصطناعي أيضًا دخل بقوة إلى هذا المجال، حيث طورت العديد من الشركات أنظمة يمكنها ترجمة الكلام إلى إشارات والعكس، بل وتم تصنيع قفازات ذكية تستطيع تحويل إشارات الأصابع إلى كلمات منطوقة على الفور. هذا التكامل بين التقنيات الحديثة واحتياجات مجتمع الصم يعزز من فرص اندماجهم بشكل أوسع في المجتمع، ويفتح الباب أمام تحسين جودة التعليم والخدمات والمحتوى الرقمي الموجّه لهم.
لغة الإشارة ليست فقط وسيلة تواصل، بل هي هوية ثقافية وحق إنساني، يستحق أن يُدعم ويُحتفى به، وأن تُوفر له التقنيات الداعمة، لتكون الحياة أكثر شمولًا وإنصافًا للجميع
رغم الاعتقاد السائد بأن تعلّم لغة الإشارة أمر صعب، تشير التجارب الواقعية إلى إمكانية إتقان أساسياتها خلال مدة تتراوح بين شهرين إلى ستة أشهر في حال التفرغ الجاد، بينما قد يحتاج الشخص إلى عام أو أكثر ليصل إلى الطلاقة، خاصة في ظل التنوّع اللغوي والإشاري بين المجتمعات. وتُسهم منصات التقنية اليوم في تسهيل عملية التعلم بشكل كبير، حيث وفّرت تطبيقات ذكية مترجمة للغة الإشارة، إلى جانب قنوات تعليمية مرئية، وقواميس تفاعلية.
الذكاء الاصطناعي أيضًا دخل بقوة إلى هذا المجال، حيث طورت العديد من الشركات أنظمة يمكنها ترجمة الكلام إلى إشارات والعكس، بل وتم تصنيع قفازات ذكية تستطيع تحويل إشارات الأصابع إلى كلمات منطوقة على الفور. هذا التكامل بين التقنيات الحديثة واحتياجات مجتمع الصم يعزز من فرص اندماجهم بشكل أوسع في المجتمع، ويفتح الباب أمام تحسين جودة التعليم والخدمات والمحتوى الرقمي الموجّه لهم.
لغة الإشارة ليست فقط وسيلة تواصل، بل هي هوية ثقافية وحق إنساني، يستحق أن يُدعم ويُحتفى به، وأن تُوفر له التقنيات الداعمة، لتكون الحياة أكثر شمولًا وإنصافًا للجميع