×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

نحمل همومهم… ونُخفي جراحنا

نحمل همومهم… ونُخفي جراحنا
بقلم / سهام ورقنجي 
في زحام الحياة نمضي ونحن نربّت على قلوب الآخرين نُجالس الحزانى ونقاسمهم أوجاعهم كأنها أوجاعنا.
نُحسن الإصغاء حين تفيض مشاعرهم ونفتح صدورنا كملاذٍ آمن يتكئون عليه في لحظات الانكسار.
نواسي ونُطمئن ونُضحك غيرنا ونحن نكاد نبكي، نكون السند رغم أن أرواحنا تبحث عن سند.

ورغم كل هذا البذل العاطفي فإننا حين تُثقلنا الهموم نختار الصمت.
لا نشتكي لا نفتح النوافذ على قلوبنا لا نكتب ولا نبوح.
ليس لأننا لا نشعر وليس لأننا لا نحتاج لمن يحمل عنا بعض الألم، بل لأننا اعتدنا — أو ربما أُجبرنا — أن نكون صامدين.
فقد تعوّدنا أن نضمد جراحنا في الخفاء، أن نعيش حزننا بصمتٍ يشبه العتمة، وننزف دون أن نُحدث ضجيجًا.

نبدو من الخارج متماسكين نواصل العمل نُجيد التمثيل في مسرح الحياة نتحدث ونضحك ونجامل… أما في الداخل فشيء ما فينا يتهاوى، قلبٌ مثقلٌ بالأحمال ونَفَسٌ يعلو ويهبط تحت وطأة ما لا يُقال.

لسنا أقوياء بالضرورة ولا نمتلك صلابة الحجر ولسنا أصحاب كبرياء مفرط.
نحن فقط أُناسٌ تشكّلت في دواخلنا عادة الصمت نخشى أن نكون عبئًا أو أن نظهر ضعفاء، أو أن نخذل من اعتادوا أن يرونا سندًا لا ينكسر.

نُجيد احتضان الآخرين في حزنهم، لكن لا أحد يُجيد احتضاننا.

هذا المقال ليس شكوى، بل اعتراف.
اعترافٌ نيابةً عن أولئك الذين يبتسمون بوجوه الآخرين وهم ينزفون في الداخل.
الذين يحملون على أكتافهم أوجاع غيرهم بينما يخنقهم وجعهم الخاص.

وربما، في يومٍ ما، يُدرك من حولنا أن من يُجيد مواساة الآخرين، هو أكثر من يحتاج أن يُواسى
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر