×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

رحلة إيمان عبر الزمن: حكاية أول حج بين مشقّة الأمس ورفاهيّة اليوم

رحلة إيمان عبر الزمن: حكاية أول حج بين مشقّة الأمس ورفاهيّة اليوم
الحقيقة - القنفذة – حوار / حسام الراشدي 
في هذا اللقاء الخاص، نفتح صفحات من ذاكرة الحج القديمة، ونغوص في تفاصيل أولى الرحلات الإيمانيّة التي خطاها الآباء والأجداد نحو أطهر البقاع، حيث المشقّة والإصرار، وحيث الروحانيّة الصافية التي تتجاوز حدود الزمان والمكان.

نستضيف اليوم أحد الحجاج ممّن عاشوا تجربة الحج في زمنٍ كانت فيه الوسائل محدودة، والطرق شاقّة، لكن العزيمة كانت أقوى، والإيمان أعظم. نسلّط الضوء على تجربته الفريدة، ونقارن بين ما كان عليه الحج قديمًا، وما أصبح عليه اليوم في ظلّ ما وفّرته المملكة العربيّة السعوديّة من جهود وخدمات جبّارة لخدمة ضيوف الرحمن.

نرحّب بك في هذا اللقاء، وشكرًا لتلبيتك دعوتنا.
أهلًا وسهلًا، وألف مرحبًا بكم. يسعدني هذا اللقاء، خصوصًا أنّه يتم عبر صحيفتكم المميّزة والنافعة، فمرحبًا بكم.

متى كانت أوّل رحلة حج لك؟ وكيف كانت الاستعدادات حينها؟
كانت أوّل حجّة لي في عام 1385 هـ. من أبرز الاستعدادات حينها كانت وسيلة النقل، حيث اعتمد البعض على الجمال أو المشي على الأقدام. ونظرًا لأنني كنت أحجّ مع والدتي - رحمها الله رحمةً واسعة - فقد رتّبنا أمرنا مع بعض الأقارب واستأجرنا سيارة، وتمّت الرحلة بفضل الله.

كيف تصف لحظة الوصول إلى مكة في أوّل حج لك؟
كانت لحظةً مهيبة، ممزوجةً بفرحٍ كبير عند رؤية بيت الله الحرام لأوّل مرة.

كيف كانت المشاعر في تلك اللحظة؟
كانت مشاعرَ جياشة، مليئةً بالجمال والروحانيّة، يصعب وصفها بالكلمات.

كيف كان الطريق إلى مكة في ذلك الوقت؟
الطريق من هنا إلى مكة كان مليئًا بالرمال وصعب العبور. أمّا داخل المشاعر، فكانت هناك بعض الخطوط المعبّدة ولكن قليلة جدًّا.

ما أبرز التحدّيات التي واجهتكم كحجّاج في تلك الفترة؟
أبرز الصعوبات كانت في التنقّل، وكذلك في الحصول على الماء.

كيف كانت وسائل النقل والإقامة والخدمات الصحيّة آنذاك؟
كانت بسيطةً وصعبة، لكن رغم ذلك كانت تلبّي الغرض. ونشكر دولتنا - حفظها الله - على ما قدّمته في تلك الحقبة رغم الظروف الاقتصاديّة.

هل تتذكّر مواقف إنسانيّة أو مؤثرة حدثت خلال تلك الرحلة؟
نعم، من أبرز المواقف التي لا تُنسى روح الإيثار بين الناس، وحبّ التعاون، خاصّة في تقديم الأولويّة للضعفاء والصغار في طوابير الماء.

من خلال تجربتك، كيف ترى الفرق بين الحج في الماضي والحج في وقتنا الحاضر؟
نحمد الله على نعمه. الفرق كبير جدًّا، فقد وفّرت حكومتنا - حفظها الله - كل سبل الراحة، من توسعة الحرم، إلى شقّ الطرق، وبناء الكباري، والمخيّمات، ووسائل النقل، والتواصل بكافّة أنواعه. وكل ذلك في ظلّ قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ووليّ عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله.

ما رأيك في التنظيم الحديث للحج، خاصّة في إدارة الحشود والتنقّل بين المشاعر؟
التنظيم أصبح على أعلى مستوى، ونال رضا الحجّاج والمعتمرين من جميع دول العالم، ولله الحمد.

كيف تقيّم الرعاية الصحيّة المقدّمة للحجّاج اليوم؟
تُقدَّم على أكمل وجه، خاصّةً لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، ومن يتعرّض لأيّ عارض صحي يجد الرعاية ويُكمل حجّه بكل يُسر بفضل الله، ثم بفضل جهود الدولة.

هل تعتقد أن الخدمات المقدّمة اليوم تعكس اهتمام الدولة الحقيقي بضيوف الرحمن؟
نعم، وبكل وضوح، فاهتمام الدولة بالحجّاج بلغ أعلى المستويات، ويشهد على ذلك القاصي والداني.

كيف ترى جهود المملكة في استخدام التقنية لخدمة الحجّاج؟
جهود كبيرة ومثمرة، شملت جميع جوانب الحياة، وتُذكَر فتُشكَر.

برأيك، ما الذي جعل الحج اليوم أسهل وأكثر أمنًا مقارنةً بالماضي؟
يرجع ذلك إلى اهتمام الدولة - حفظها الله - واستخدام التقنيات الحديثة التي سهّلت كل شيء.

ما الرسالة التي توجّهها للجيل الجديد من الحجّاج الذين لم يعيشوا مشقّة الحج في السابق؟
أقول لهم: احمدوا الله على هذه النعمة، ولا تنسوا الدعاء لدولتنا وقيادتنا بالتوفيق والخير في الدنيا والآخرة.

ما هي كلمتك الختاميّة للقيادة الرشيدة والقائمين على خدمة الحجّاج؟
مهما تحدّثت فلن أستطيع أن أوفّي القيادة الرشيدة حقّها. ما يقدّمونه لحجّاج بيت الله الحرام لا يُقدَّر بثمن، وأدعو الله أن يُعينهم ويَنصرهم ويَحفظهم بحفظه، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على نبيّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر