مستشار أُسَري مفكك أُسْريًا

يظهر في الساحة الاجتماعية من يُقدّم نفسه مستشارًا أُسَريًا، يتحدث عن فنون الحب، وأسرار السعادة الزوجية، وقواعد تربية الأبناء، بينما في واقعه يرزح تحت ركام حياة أسرية مفككة، تسكنها الصراعات وتفتقر لأدنى درجات الاتزان.
ينظّر للحوار البنّاء، وهو لا يُحسن أن يُنصت، ويُلقي محاضرات عن الاحتواء، وهو لا يعرف من دفء العاطفة شيئًا.
هذا التناقض الصارخ يطرح تساؤلات حقيقية: هل يجوز أن يُمارس الإرشاد الأسري من فشل في تحقيقه داخل بيته؟
هل يمكن الوثوق بمن لم يُصلح حاله، أن يُصلح حال غيره؟
ليست الأزمة في الفشل الأسري وحده، فذلك قد يحدث لأي شخص، وإنما في ادعاء امتلاك الحلول، وارتداء قناع المثالية على منصات التواصل، بينما الواقع يصرخ بعكس ما يُنشر.
إنها أزمة "الواجهة"، حيث تغلب الصورة على الجوهر، ويُباع الكلام المنمق بثمن الخبرة، دون خلفية علمية أو تجربة صادقة.
ما يحدث هنا ليس مجرد غش اجتماعي، بل ضرر مضاعف للمجتمع، إذ تُصاغ قرارات حساسة في حياة الآخرين بناءً على نصائح جوفاء، مصدرها من لم يُمارس النجاح الأسري ولا لمس الاتزان النفسي.
ويكفي أن يسأل المرء نفسه: هل لو عُرضت مشكلتي على هذا الشخص، لوجدت عنده شيئًا من السلام؟
أم أنه سيُكرر نظرياتٍ لم يختبرها يومًا؟
ما بين الحقيقة والادعاء، مساحة يجب أن يُسلّط عليها الضوء. فالمستشار الحقيقي ليس مَن يقتبس مقولات جميلة، بل من عاش الصدق، وعَبَر الأزمات، وخرج بتجربةٍ تصلح أن تُروى لا أن تُرتجل.
في النهاية، الاستشارة الأسرية ليست عرضًا مسرحيًا، بل أمانة تُلامس العمق الإنساني، ولا يحملها إلا من صلحت سريرته قبل سيرته.
ينظّر للحوار البنّاء، وهو لا يُحسن أن يُنصت، ويُلقي محاضرات عن الاحتواء، وهو لا يعرف من دفء العاطفة شيئًا.
هذا التناقض الصارخ يطرح تساؤلات حقيقية: هل يجوز أن يُمارس الإرشاد الأسري من فشل في تحقيقه داخل بيته؟
هل يمكن الوثوق بمن لم يُصلح حاله، أن يُصلح حال غيره؟
ليست الأزمة في الفشل الأسري وحده، فذلك قد يحدث لأي شخص، وإنما في ادعاء امتلاك الحلول، وارتداء قناع المثالية على منصات التواصل، بينما الواقع يصرخ بعكس ما يُنشر.
إنها أزمة "الواجهة"، حيث تغلب الصورة على الجوهر، ويُباع الكلام المنمق بثمن الخبرة، دون خلفية علمية أو تجربة صادقة.
ما يحدث هنا ليس مجرد غش اجتماعي، بل ضرر مضاعف للمجتمع، إذ تُصاغ قرارات حساسة في حياة الآخرين بناءً على نصائح جوفاء، مصدرها من لم يُمارس النجاح الأسري ولا لمس الاتزان النفسي.
ويكفي أن يسأل المرء نفسه: هل لو عُرضت مشكلتي على هذا الشخص، لوجدت عنده شيئًا من السلام؟
أم أنه سيُكرر نظرياتٍ لم يختبرها يومًا؟
ما بين الحقيقة والادعاء، مساحة يجب أن يُسلّط عليها الضوء. فالمستشار الحقيقي ليس مَن يقتبس مقولات جميلة، بل من عاش الصدق، وعَبَر الأزمات، وخرج بتجربةٍ تصلح أن تُروى لا أن تُرتجل.
في النهاية، الاستشارة الأسرية ليست عرضًا مسرحيًا، بل أمانة تُلامس العمق الإنساني، ولا يحملها إلا من صلحت سريرته قبل سيرته.