×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

أريج القرني: شغفي بالعلم قادني إلى منصة آيسف العالمية

أريج القرني: شغفي بالعلم قادني إلى منصة آيسف العالمية
الحقيقة - جدة - حوار / خلود عبد الجبار 
سعدنا في هذا اللقاء الخاص أن نرحّب بشابة
طموحة، استطاعت أن تُثبت أن الشغف بالعلم يمكن أن يتحوّل إلى مشروع يحمل تأثيرًا عالميًا، ضيفتنا اليوم هي الباحثة أريج القرني، التي لم تكتفِ بملاحظة مشكلة التغيّر المناخي، بل بادرت لإيجاد حلول علمية ملموسة لاحتجاز انبعاثات الكربون بطريقة مبتكرة ومستدامة.

في هذا الحوار، نأخذكم في رحلة مع أريج منذ اللحظة الأولى التي وُلدت فيها فكرتها، مرورًا بالتحديات التي واجهتها، ووصولاً إلى النجاح الذي حققته في واحدة من أهم المسابقات العلمية على مستوى العالم: آيسف.

أهلاً وسهلاً بكِ أريج القرني، ونشكرك على تخصيص هذا الوقت لمشاركة قصتك الملهمة معنا.

بداية من أين جاءت فكرة مشروعك؟ وهل كانت هناك لحظة معينة ألهمتك؟
جاءت الفكرة عندما كنت أقرأ عن أزمة تغيّر المناخ، وتحديدًا عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الصناعات الكبرى، كنت دائمًا أؤمن أن الحلول العلمية يجب أن تكون عملية ومستدامة، فبدأت أبحث في طرق احتجاز الكربون، اللحظة التي ألهمتني فعليًا كانت عندما حضرت ورشة عمل عن التكنولوجيا منخفضة الانبعاثات، وهناك شعرت أن بإمكاني المساهمة بحل حقيقي.

ما القضية أو المشكلة التي يحاول مشروعك معالجتها؟ ولماذا اخترت التركيز عليها؟
مشروعي يعالج مشكلة احتجاز ثاني أكسيد الكربون بطرق فعالة وبيئية، اخترت هذا التحدي لأن التغير المناخي لا يعرف حدودًا، وتأثيره عالمي، شعرت بمسؤولية شخصية للمشاركة في إيجاد حل علمي يعكس التزامي تجاه البيئة وكوكبنا.

متى شعرت أن هذه الفكرة تستحق أن تتحول إلى مشروع علمي؟
عندما لاحظت أن الخلطات الكيميائية التقليدية المستخدمة في أنظمة احتجاز الكربون تعاني من مشاكل في الاستقرار البيئي والتكلفة، بدأت أجرّب تركيبات جديدة، وعندما أظهرت النتائج الأولية فعالية واعدة، أدركت أن الفكرة ليست مجرد تصور، بل مشروع علمي يستحق التعمق والاستثمار فيه.

ما أكبر تحدٍ واجهته خلال رحلتك البحثية؟ وكيف تعاملت معه؟
أكبر تحدٍ كان تحقيق التوازن بين الكفاءة البيئية والاستقرار الكيميائي للمركبات، كثير من المعايير كانت دقيقة وتتطلب تجارب متعددة، تعاملت مع هذا التحدي بالصبر، وإعادة تصميم التجارب، والاستفادة من التوجيه العلمي والمراجعات النقدية.

هل مررت بلحظات إحباط أو رغبة في التوقف؟ كيف تجاوزت ذلك؟
نعم، مررت بلحظات من الإرهاق والشك، لكن إيماني بأن الفشل جزء من النجاح، ودعم والديّ، ومشرفي البحثي، إضافةً إلى مؤسسة موهبة، ووزارة التعليم، وجامعة كاوست، كلها ساعدتني على الاستمرار وتجاوز تلك اللحظات بثقة.

من أكثر شخص دعمك خلال هذه الرحلة؟ وماذا يعني لك دعمه؟
أمي كانت الداعم الأول، إيمانها بي، وتهيئتها لبيئة تساعدني على التركيز، كانا سببًا في استمراري، وجودها شكّل مصدر طمأنينة كبير بالنسبة لي.

برأيك، ما الذي يجعل مشروعك مختلفًا عن غيره؟
مشروعي يتميز بتركيبة سائلة لاحتجاز الكربون عند درجات حرارة منخفضة، تتمتع بكفاءة بيئية واستقرار كيميائي عالٍ، ما قد يُحدث فرقًا في التطبيقات الصناعية.

كيف طوّرت مشروعك من فكرة إلى بحث علمي متكامل؟
من خلال القراءة والاطلاع المستمر، ثم الانتقال إلى بيئة بحثية متطورة في كاوست، حيث استخدمت منهجية علمية دقيقة، وتعاونت مع فريق بحثي ساعدني في تحليل البيانات والتجارب.

ما نقطة القوة الحقيقية في مشروعك؟
نقطة القوة تكمن في اختبار التركيبة الجديدة على نطاق شبه صناعي وفي مواقع جغرافية مختلفة، مما يجعل النتائج أكثر مصداقية وقابلية للتطبيق العملي.

ماذا تتمنين أن يحققه مشروعك في المستقبل؟
أتمنى أن يكون نواة لأبحاث أكبر تُطبق في الصناعات الحقيقية، ويساهم فعليًا في خفض الانبعاثات الكربونية عالميًا.

هل ترين نفسك تستمرين في نفس المجال؟ أم هناك خطط أخرى؟
أطمح للاستمرار في البحث العلمي، وخصوصًا في مجال الطاقة والبيئة، كما أنني مهتمة بالتقاطع بين العلم والسياسة العامة، لأن الحلول المستدامة تحتاج لبيئة تنظيمية داعمة.

ما نصيحتك لطالب يرغب بالمشاركة في آيسف؟
ابدأ بما يثير فضولك، لا ما تتوقع أنه سيُعجب لجنة التحكيم، ركّز على شغفك ومتعة البحث، فهذا ما سيمنحك القوة للاستمرار.

كيف غيّرتك تجربة آيسف على الصعيدين الشخصي والعلمي؟
شخصيًا، منحتني ثقة كبيرة بنفسي، علميًا، علمتني أهمية الدقّة، والتواصل العلمي، والتعاون مع باحثين من خلفيات مختلفة.

ما أجمل لحظة عشتها خلال المنافسة؟
أجمل لحظة كانت الإعلان عن اسمي بين الفائزين، شعرت أن كل تعب الليالي السابقة اجتمع في لحظة فخر لا تُنسى.

لو عاد بك الزمن، هل كنت ستقومين بشيء مختلف؟
نعم، كنت سأحرص على تنظيم وقتي بشكل أفضل لتحقيق توازن بين العمل والراحة، مما كان سيساعدني على الإبداع أكثر.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر