×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

من الكروم إلى الموائد.. موسم العنب يرسم مشهداً زراعياً واقتصادياً واعداً

من الكروم إلى الموائد.. موسم العنب يرسم مشهداً زراعياً واقتصادياً واعداً
إعداد - سهام ورقنجي 
تستعد مزارع العنب في مختلف مناطق المملكة لاستقبال موسم الحصاد، وسط مؤشرات إنتاجية مبشّرة تعكس جودة المحصول هذا العام. ويُعد العنب من أهم المحاصيل البستانية التي تحظى بإقبال كبير نظراً لقيمته الغذائية العالية وتنوع استخداماته، فضلاً عن مردوده الاقتصادي المجزي للمزارعين.

أنواع العنب: تنوع يُغني السوق المحلي

تتميز مزارع العنب في المملكة بزراعة عدة أصناف، تختلف في اللون والحجم والطعم وموسم النضج، ومن أبرزها:
•العنب الأبيض: مثل “السلطاني” و”الروزاكي”، ويُستخدم غالباً كعنب مائدة.
•العنب الأحمر: مثل “الفليم” و”كريمسون”، وهو شائع في الأسواق لتناوله الطازج.
•العنب الأسود: مثل “الكونكورد” و”البلاك كورنت”، وغالباً ما يُستخدم في الصناعات التحويلية كالعصائر والمربى والزبيب.
•عنب النبيذ: يُزرع بشكل محدود ويُستخدم لأغراض صناعية في الخارج.

الظروف المناخية المثالية لزراعة العنب

العنب من المحاصيل التي تنمو بكفاءة في المناخات المعتدلة إلى الحارة، ويتطلب:
•شتاءً بارداً نسبيًا لكسر طور السكون.
•صيفًا حارًا وجافًا لنضج الثمار وتحسين تركيز السكريات.
•قلة الأمطار خلال فترة التزهير والنضج، لتفادي الإصابة الفطرية.
•تباين حراري بين الليل والنهار، مما يساعد في تحسين جودة الطعم واللون.

التربة المثالية لزراعة العنب

يُفضل العنب التربة:
•جيدة الصرف والتهوية.
•متوسطة إلى خفيفة القوام (رملية طينية أو طينية رملية).
•ذات ملوحة منخفضة ومستوى حموضة بين 6 – 7.5.
•غنية بالمواد العضوية والمعادن الدقيقة.

حبس العنب: ما المقصود؟

“حبس العنب” مصطلح متداول بين المزارعين ويشير إلى المرحلة التي يُمنع فيها ريّ أشجار العنب قبل بدء الحصاد بأسابيع قليلة، بهدف:
•تحسين جودة الثمار.
•زيادة تركيز السكريات.
•تعزيز صلابة القشرة الخارجية للثمرة.
•تجنب تشقق العنب أو تعرضه للتلف السريع بعد الحصاد.

متى يبدأ موسم حصاد العنب؟

يبدأ موسم الحصاد عادةً:
•في المناطق الدافئة: من منتصف يونيو وحتى أوائل يوليو.
•في المناطق الباردة أو الجبلية: من أواخر يوليو وحتى أغسطس.

ويعتمد ذلك على الصنف المزروع والظروف المناخية لكل منطقة.

الفوائد الصحية للعنب

العنب ليس فقط فاكهة موسمية لذيذة، بل هو كنز من الفوائد الصحية:
•غني بمضادات الأكسدة مثل الريسفيراترول، التي تعزز صحة القلب وتكافح الشيخوخة.
•يحتوي على فيتامينات A وC وK.
•يساهم في تقوية المناعة وتحسين الهضم.
•يعزز ترطيب الجسم، لاحتوائه على نسبة عالية من الماء.
•يساهم في تحسين صحة الجلد والبصر.

الآفات التي تصيب العنب

رغم قوة تحمله، إلا أن العنب عرضة لعدد من الآفات، أبرزها:
•البياض الدقيقي: يظهر على شكل مسحوق أبيض على الأوراق والثمار.
•البياض الزغبي: يسبب بقعًا صفراء على الأوراق وتلفًا عامًا للنبتة.
•عث العنب: يتغذى على البراعم والأوراق، مما يؤثر على الإنتاج.
•ذباب الفاكهة: يهاجم الثمار الناضجة، خاصة عند تشققها.
•المنّ: يسبب ضعف النبات ويؤدي إلى نمو فطريات العفن.

تُعالج هذه الآفات باستخدام برامج مكافحة متكاملة تشمل الرش الوقائي، والإدارة البيئية السليمة، واستخدام مبيدات عضوية عند الحاجة

موسم العنب ليس مجرد مناسبة زراعية، بل حدث اقتصادي واجتماعي وثقافي يترقبه المزارعون والمستهلكون على حد سواء. تنوّع الأصناف، ووفرة الإنتاج، وثراء القيمة الغذائية، تجعل من هذه الثمرة إحدى ركائز الأمن الغذائي المحلي والفرص الاستثمارية الواعدة في القطاع الزراعي.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر