×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

الأخلاق.. العمر الذي لا يقاس بالسنوات

الأخلاق.. العمر الذي لا يقاس بالسنوات
بقلم : ✍️ عامر آل عامر 
في عالم يزدحم بالأصوات والمظاهر، تظل الأخلاق هي النور الذي لا يخفت، والروح التي لا تموت، والحضور الذي لا يُهزم بغياب الجسد.
هي البصمة الخالدة التي يتركها الإنسان في ذاكرة العابرين، والأثر الذي يستمر حين يتوقف الزمن.
ليست الأخلاق شعارات تُرفع، بل قيم تُترجم إلى أفعال وسلوك، تروي حكاية الإنسان الصادق أينما حل وارتحل.
في تفاصيل الحياة، يعتقد البعض أن الأعمار تُقاس بعدد السنوات، بينما يُدرك أصحاب القلوب الحية أن الأخلاق وحدها قادرة على أن تمنح الإنسان عمرًا لا يفنى.
أولئك الذين يزرعون بذور الخير في القلوب، يخلقون لأنفسهم عمرًا إضافيًا يعيش في الدعاء والذكرى والاحترام، حتى وإن غابوا عن الأعين.
الأخلاق هي أن تسير بين الناس وأنت تترك خلفك عطرًا لا يُرى، أثرًا لا يُمحى، حضورًا يُشعر به الجميع دون أن يحتاج إلى تعريف.
هي أن تكون يدًا تمتد لتواسي، وكلمة تشفي، وموقفًا يُحيي الأمل في نفوس أرهقها التعب والخذلان.
في زمن تهتز فيه القيم، تبقى الأخلاق ملاذًا أخيرًا لكل من أراد أن يصنع فرقًا، ويترك أثرًا صادقًا يتجاوز حدود المكان والزمان.
فالأخلاق ليست في التظاهر بها، بل في ممارسة صامتة تُترجمها المواقف، وتُبقي صاحبها حاضرًا حتى وهو بعيد، ماثلًا في كل زاوية ترك فيها بصمة من نور.
وهكذا، حين يغيب الجسد وتغلق الستائر، تبقى الأخلاق شاهدة على أن ثمة أرواح صنعت مجدها من إنسانيتها، وتركت حضورها نابضًا في القلوب والذاكرة، لتظل شاهدة على أن الجمال الحقيقي يسكن في حسن الخُلق وصدق التعامل.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر