×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

النبل المجهول في زمن الضوء الرخيص

النبل المجهول في زمن الضوء الرخيص
بقلم : ✍️ عامر آل عامر 
في عصرٍ طغت فيه الصور على المعاني، والضجيج على التأمل، يظل هناك من يتمسكون بصمتهم كأنهم يحرسون كنزًا من الكرامة والخصوصية.
أناس نبلاء لم يخضعوا لسطوة وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يبيعوا أنفسهم في مزاد الشهرة، ولم يجعلوا من حياتهم اليومية مسرحًا يتسابق فيه المتابعون على التصفيق.
هؤلاء لا يستعرضون آلامهم ولا أفراحهم، لأنهم يدركون أن بعض المشاعر لا تُعرض، بل تُصان.
لم يجعلوا من أطفالهم أدوات لكسب التفاعل، ولا من بيوتهم شاشات مفتوحة أمام كل عابر.
يكتفون بحضورهم الحقيقي، ويصنعون مجدهم بهدوء، دون الحاجة إلى فلاشات أو ترندات.
في وقتٍ صارت فيه قيمة الإنسان تُقاس بعدد المتابعين، هؤلاء وحدهم أعادوا تعريف القيمة من جديد.
إنهم لا يلهثون خلف الإعجاب، لأنهم واثقون بأنفسهم.
ولا يُسرفون في مشاركة تفاصيلهم، لأنهم يعلمون أن الحياة أثمن من أن تُهدر في عيون الغرباء.
أولئك الذين لم يسترخصوا أنفسهم، ولم يُقزموا ذواتهم ليصبحوا مقبولين، هم النخبة الحقيقية.
لم يبحثوا عن الضوء، لأنهم النور بذاتهم.
ولم يرضخوا لضجيج المنصات، لأنهم أدركوا أن الهدوء وقار، والخصوصية نعمة، والكرامة مبدأ لا يُساوَم عليه.
تحية مستحقة لكل من اختار أن يكون إنسانًا لا مادةً تُستهلك، ولكل من آمن بأن المجد لا يُصنع من لقطات عابرة، بل من ثبات لا يُرى، ووعي لا يُشهر.
في زمنٍ امتلأ بالاستعراض…
تحية لهؤلاء، فهم وحدهم من يستحقون أن نكتب عنهم… بكل احترام.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر