×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

زاوية من ذاكرة الحزن

زاوية من ذاكرة الحزن
بقلم : هناء الخويلدي 
هناك في ذاكرة الحزن، تختبئ ملامح منسية، أصوات تتردد في صمتنا كصدى بعيد.
هي لحظات تمرّ، لكنها لا تمضي؛ تظلّ عالقة في أعماق الروح، كظلال تراقب خطواتنا من بعيد.

ذاك الحزن ليس مجرد شعور، بل هو مرآة نعكس فيها ضعفنا وقوتنا، انكسارنا وصمودنا.
يمرّ بنا كغريب يحمل حقائب ثقيلة، يقتحم حياتنا دون استئذان، لكنه لا يغادر دون أن يترك أثراً، كجرح لا يندمل أو كحكمة تنمو في أعماق القلب.

وفي انعكاسه في أرواحنا، نجد أنفسنا نعيد تشكيل ملامحنا من جديد. ربما نحاول الهروب منه، لكننا ندرك في النهاية أن المواجهة هي السبيل الوحيد للتصالح مع أنفسنا. فالحزن يعلمنا أن القوة ليست في الهروب من الألم، بل في احتضانه، في جعله جزءاً من قصتنا، وفي تحويله إلى نور يضيء ظلام الأيام.
فهو يخترق عتمة الليل الطويل، حين يغرق العالم في السكون، تصبح الأفكار الحزينة أكثر جرأة، تخرج من زوايا العقل المظلمة لتغزو القلب.
كأن الليل يفسح لها الطريق، ويمنحها الوقت لتتمدد وتنمو.
تصبح كل فكرة ذكرى، وكل ذكرى جرحًا يعيد فتح نفسه بهدوء، دون أن يراه أحد.
فهو يشبه المطر على نافذة معتمة، صوته خافت لكنه لا يتوقف. تحاصرنا أسئلة لا إجابات لها، وتعيدنا إلى طرق ظننا أننا تركناها وراءنا. لكنها أيضًا، بطريقة غريبة، تمنحنا لحظة مواجهة حقيقية مع أنفسنا، تجعلنا نرى أوجاعنا بوضوح.

قد يكون الليل قاسيًا، لكنه يحمل في نهايته وعدًا بالفجر.
وربما، في عمق تلك الأفكار الحزينة، هناك بذرة شفاء تنتظر نور الصباح لتزهر.
فغريب أ مره ذاك الليل تارة يجعلك أسيرا وتارة يتوجك أميرا ً
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر