×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

قبلة الجبناء وسيف العاشق

قبلة الجبناء وسيف العاشق
بقلم : هناء الخويلدي 
(نصّ مستوحى من أوسكار وايلد،
قال فيه :
رغم أنهم قد أحبوا إلا أنهم قتلوا أحبابهم
فأصغوا جيدا لما سأقوله لكم :
من يفعلون هذا قد يفعلونه بنظرة عين
ومنهم يفعلونهم بالمراءاة والكلمات
إن الجبناء سلاحهم القاتل هي القبلة
أما الشجعان فيضربون بحد سيوفهم
منهم من قد يقتل حبيبه وهو شاب
ومنهم وهو مسن
بعضهم قد يخنق بيدي الشهوة
وبعضهم يخنق بيدين ذهبيتين
والأرحم بينهم يستخدم سكين
لأن من يموت بالسكين، يبرد بسرعة
بعضهم لا يحب كفاية
وبعضهم يحب زيادة
بعضهم يبيع
وبعضهم يشتري
وبعضهم من يذرف الدمع وهو يَقْتُل
وبعضهم لا يرف له جفن
كل شخص قادر على القتل قد يقتل حبيبه
ولكن
لا أحد يموت لأنه قُتلْ !
وأنا اقول :
رغم أنهم قد أحبّوا… إلا أنهم قتلوا أحباءهم.
وأنصتوا جيدًا…
فالخيانة لا تأتي دوماً بحدّ السيف، بل قد تأتي بعينٍ تلمع كأنها عاشقة،
أو بكلمة ناعمة تُخفِي خلفها نصلًا.

الجبناء لا يملكون شجاعة الطعن الظاهر،
سلاحهم قبلة، خنجرها في الداخل، حيث لا تراه العين.
الجبناء… هم أولئك الذين يُمسكون يدك بحنان،
لكنهم في الوقت ذاته، يشدّون الخناق على عنقك بالشهوة، أو بالذهب، أو بكلمة حبّ زائفة.

أما الشجعان؟
فهم أولئك الذين إن أرادوا قتلك، فعلوها بوضوح،
بحدّ السيف، بصرخة، لا بقُبلة مبللة بالخيانة.

منهم من يقتل حبيبه وهو ما زال شابًا،
ومنهم من ينتظر حتى يشيب الرأس ويذبل القلب.
بعضهم لا يُحب كفاية، فيُطفئ النار قبل أن تشتعل،
وبعضهم يُحب أكثر من اللازم، فيحترق ويُحرق معه كل شيء.

بعضهم يبيعك بثمن بخس،
وبعضهم يشتريك ليقتنيك، لا ليحبك.
وبعضهم… يقتل وهو يبكي.
وآخر… يقتل دون أن يرفّ له جفن.

وكل شخص قادر على الحب،
هو شخص قادر على القتل.
لكن، لا أحد يموت لأنه قُتِلْ…
بل لأنه صدّق، واحتضن، وأغلق عينيه أمام الشك.

وأنا؟
وجدتني يومًا أجثو على ركبتيّ الحب،
أسجد في محرابه،
أُنزف عند قدميه،
وأتمنى، لو أنني لم أُحب قط لكي لا أُقتل

هناء الخويلدي
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر