منابر الكذب تسرق صوت الحقيقة

بقلم : عامر آل عامر
لم يعد الإنسان بحاجة إلى مرآة يرى بها نفسه، بل إلى ضمير لا يخونه، حين تنقلب المعايير ويصفّق الناس للباطل، إذا تزيّن بثوب ناصع من الكلام.
في زمن مشوَّه، صار على الصادق أن يعتذر عن صدقه؛ لأن الكاذب يُتقن الحديث عن الأمانة بنبرة الواعظ، والمنافق يتقمّص دور الحكيم، وهو يتغنّى بالإخلاص.
حتى الخائن، لم يعد يختبئ؛ بل صار يروي الحكايات عن الوفاء، وكأنها جزء من تاريخه.
العدالة؟ صارت تُروى في خطابات الظالمين.
والقيم؟ تُناقش في ندوات يحضرها من لا علاقة لهم بها، سوى التصفيق.
كل شيء مقلوب، حتى النوايا.
لقد تغيّرت قواعد اللعبة؛ فلم تعد الحقيقة تُقاس بوقعها، بل بمدى بلاغة من يلفّقها.
الفضيلة لم تمت، لكنها فقدت صوتها.
لم تعد تُمارَس، بل تُروى.
لم تعد تنبض في السلوك، بل تُتلى كنص قديم، على مسرح يصفّق فيه الجميع للممثّل... لا للحقيقة.
إننا لا نعيش أزمة أخلاق، بل أزمة تمثيل؛ فكل من فقد شيئًا، أصبح أكثر من يتحدّث عنه.
والصمت، هنا، ليس ضعفًا؛ بل صرخة خجولة في زمن لا يسمع فيه أحد... إلا الضجيج.
في زمن مشوَّه، صار على الصادق أن يعتذر عن صدقه؛ لأن الكاذب يُتقن الحديث عن الأمانة بنبرة الواعظ، والمنافق يتقمّص دور الحكيم، وهو يتغنّى بالإخلاص.
حتى الخائن، لم يعد يختبئ؛ بل صار يروي الحكايات عن الوفاء، وكأنها جزء من تاريخه.
العدالة؟ صارت تُروى في خطابات الظالمين.
والقيم؟ تُناقش في ندوات يحضرها من لا علاقة لهم بها، سوى التصفيق.
كل شيء مقلوب، حتى النوايا.
لقد تغيّرت قواعد اللعبة؛ فلم تعد الحقيقة تُقاس بوقعها، بل بمدى بلاغة من يلفّقها.
الفضيلة لم تمت، لكنها فقدت صوتها.
لم تعد تُمارَس، بل تُروى.
لم تعد تنبض في السلوك، بل تُتلى كنص قديم، على مسرح يصفّق فيه الجميع للممثّل... لا للحقيقة.
إننا لا نعيش أزمة أخلاق، بل أزمة تمثيل؛ فكل من فقد شيئًا، أصبح أكثر من يتحدّث عنه.
والصمت، هنا، ليس ضعفًا؛ بل صرخة خجولة في زمن لا يسمع فيه أحد... إلا الضجيج.