×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

أين كانت عقولنا؟

أين كانت عقولنا؟
بقلم : عامر آل عامر : نائب رئيس مجلس إدارة صحيفة الحقيقة 
ستظل هناك أشياء كثيرة، تتوارى خلف صمت الأيام، لا تُمحى من الذاكرة، ولا تُغفر للنفس بسهولة.
أشياء كان عنوانها المؤلم: أين كانت عقولنا؟

لحظات خُدعنا فيها ببريقٍ كاذب، وعودٌ صدقناها لأننا أردنا أن نصدق، قرارات اتخذناها بعين القلب لا بعقل البصيرة.
ركضنا خلف أوهامٍ على هيئة حقائق، وأغلقنا أعيننا أمام إشاراتٍ واضحة، كأننا كنا نبحث عن السقوط دون أن ندرك.

نعم، كل واحدٍ منا يحمل في داخله تلك القائمة السرية.
قائمة من الندم، من المواقف التي نتمنى لو أمكن التراجع عنها، من أشخاصٍ منحناهم أكثر مما يستحقون، ومن أنفسنا التي خذلتنا حين كان يجب أن تختار بعقل لا بعاطفة.

ولأننا بشر، نُخطئ ونتعلم، نضعف وننضج، فإن السؤال سيبقى يتردّد كلما لاحت في ذاكرتنا ملامح خيبة:
أين كانت عقولنا؟

لكن الأجمل في هذه الحياة، أنها تمنحنا دومًا فرصة للبدء من جديد.
لا لنتجاهل ما كان، بل لنتجاوزه بفهم أعمق، وقلبٍ أقوى، وعقلٍ بات يعرف متى يُصغي، ومتى يصمت، ومتى يرحل.

ربما لم تكن عقولنا غائبة...
ربما كانت فقط تُمهّد لنا الطريق نحو نُضجٍ كنا نحتاج أن نعيشه، لا أن نُقرأ عنه.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر