×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

حين تُغلق القلوب وتُفتح الأبواب

حين تُغلق القلوب وتُفتح الأبواب
بقلم : عامر آل عامر : نائب رئيس مجلس إدارة صحيفة الحقيقة 
في زمن امتلأ بالضجيج وتكاثر فيه الحضور، بات الشعور بالوحدة لا يرتبط بالعزلة أو الغياب، بل قد يولد في قلب الزحام، وينمو بين وجوه نألفها، لكنها لا تُشبهنا.
فأقسى أنواع الغربة، هي تلك التي تسكننا ونحن بين أهلنا، وتراودنا ونحن داخل منازلنا، حين يصبح المكان مألوفًا، لكن الإحساس بالأمان والسكينة غائبٌ بلا مبرر.
لم تعد الغربة سفرًا، ولا الوحدة جدرانًا عالية.
الغربة الحقيقية هي أن تتحدث، ولا تجد من يُصغي.
أن تتألم، ولا يلتفت أحدٌ إلى وجعك.
أن تنتمي إلى جماعةٍ لا تُدرك لغتك، ولا تبالي بصمتك، ولا تقرأ ما بين سطورك.
نحن لا نحتاج إلى كثرةٍ تُحيط بنا، بل إلى قلةٍ صادقة، تُشبه نبضنا، وتفهم صمتنا دون ترجمة.
إلى من يمنحنا الطمأنينة بنظرته، والسكينة بصوته، والدفء بمجرد حضوره.
إلى من لا نُضطر أمامه إلى التمثيل، ولا نخاف منه حين نكون في أضعف حالاتنا.
إنّ الانسحاب من الزحام الذي لا يُشبهنا، ليس هروبًا، بل إنقاذٌ للذات.
وأن تختار وحدتك الممتلئة بالسلام، خيرٌ من حضورٍ بلا جدوى، وعلاقاتٍ لا تنمو فيها مشاعر ولا تنضج فيها القلوب.
الناس ليسوا بأعدادهم، بل بصدقهم.
والمكان ليس بجدرانه، بل بمن يسكنونه.
فاختر من يُنصت إليك ولو صامتًا، وغادر من لا يسمعك ولو صاخبًا.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر