يحيى بن حسن بن جبران.. صانع السلام وأيقونة الإصلاح

بقلم : عامر آل عامر
في زوايا الذاكرة الشعبية لمحافظة رجال ألمع، يلمع اسمٌ تجاوز حدود المكان والزمان، اسمٌ لم يكن مجرد فردٍ عابر في مجرى الأيام، بل كان جسرًا يصلح بين القلوب، ونورًا يشعُّ بالحكمة أينما حل.
إنه يحيى بن حسن بن جبران، الرجل الذي لم يكن رجلًا فحسب، بل كان رسالةً، ودعوةً، ونموذجًا خالدًا لمعنى الإصلاح الحقيقي.
حين يولد الرجال للعطاء
في عام 1366هـ، وعلى تراب رجال ألمع الذي احتضن في طياته حكايات المجد والشهامة، ولد يحيى بن حسن.
لم يكن ميلاده مجرد رقمٍ في سجلّ الأقدار، بل كان إيذانًا ببزوغ نجمٍ سيترك أثره في الأجيال.
نشأ في بيئةٍ تقدّر العلم وتحترم الحكمة، فتدرج في سلّم المعرفة متنقلًا بين رجال ألمع وأبها، حتى استقر به المطاف في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، حيث درس التاريخ ليصبح شاهدًا على الماضي، وصانعًا لمستقبلٍ مشرق.
الإصلاح ليس وظيفة، بل رسالة
لم يكن يحيى مصلحًا تقليديًا، ولم يكن شخصًا يُصلح بين الناس وفق القواعد الجافة للوساطة، بل كان رجلًا من طرازٍ نادر، يغوص في أعماق الخلافات، يبحث عن جذورها، ويعالجها بروح الأب قبل أن يعالجها بمنطق القاضي.
لم يكن طرفًا منحازًا، بل كان ميزانًا دقيقًا للحق، يعيد التوازن في نفوسٍ مزقتها الخصومات، ويعيد للحياة رونقها حين تكدّرها الخلافات.
كان الناس يلجؤون إليه كما يلجأ العطشى إلى نبع الماء، لم يكن مجرد مستمعٍ، بل كان قارئًا متمرسًا لنبرة الصوت، لنظرات العيون، للمعاني التي لم تُقال، وللوجع المختبئ خلف الكلمات.
لم يكن يُسرع في الحكم، بل كان يترك الزمن يروي الحكايات، ثم يضع كلمته التي لا تُرد، فكان إذا حكم، سكن الغضب، وإذا تحدث، أنصتت القلوب قبل الآذان.
ثلاثون عامًا من العطاء.. والرحيل بصمت العظماء
كرّس يحيى بن حسن حياته لخدمة بلده، فكان نموذجًا للموظف الذي لا يعمل من أجل راتب، بل من أجل وطن.
تنقل بين القطاعات المدنية والعسكرية، يحمل في داخله إيمانًا بأن العمل ليس مجرد وظيفة، بل مسؤولية ورسالة.
لثلاثة عقود، كان شعلةً لا تنطفئ، حتى جاء عام 1427هـ، ليكون عامًا تكتب فيه السماء نهاية رجلٍ لم يكن يومًا عاديًا.
لم يكن موته مجرد خبرٍ في صحيفة، بل كان صفحةً طويت من كتاب الإصلاح، لحظة توقف فيها الزمن قليلًا حزنًا على رجلٍ كان حيًا في ذاكرة الناس حتى بعد رحيله.
إرثٌ لا يموت
اليوم، وبعد سنواتٍ من رحيله، لا يزال اسمه يُذكر كلما تحدث الناس عن العدل، كلما احتاجوا إلى نموذجٍ لرجلٍ عاش من أجل الآخرين.
لم يكن مجرد رجلٍ صالح، بل كان صانعًا للصلاح، ولم يكن مجرد شخصٍ عابر، بل كان فكرةً تجسدت في إنسان.
إن أمثال يحيى بن حسن بن جبران لا يموتون، لأنهم يعيشون في الوجدان، في الحكايات التي يرويها الأجداد للصغار، في القصص التي تتناقلها الألسنة، وفي السلام الذي زرعوه في قلوبٍ كانت تمتلئ يومًا بالصراع.
هكذا يرحل العظماء.. وهكذا يبقى أثرهم خالدًا.
إنه يحيى بن حسن بن جبران، الرجل الذي لم يكن رجلًا فحسب، بل كان رسالةً، ودعوةً، ونموذجًا خالدًا لمعنى الإصلاح الحقيقي.
حين يولد الرجال للعطاء
في عام 1366هـ، وعلى تراب رجال ألمع الذي احتضن في طياته حكايات المجد والشهامة، ولد يحيى بن حسن.
لم يكن ميلاده مجرد رقمٍ في سجلّ الأقدار، بل كان إيذانًا ببزوغ نجمٍ سيترك أثره في الأجيال.
نشأ في بيئةٍ تقدّر العلم وتحترم الحكمة، فتدرج في سلّم المعرفة متنقلًا بين رجال ألمع وأبها، حتى استقر به المطاف في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، حيث درس التاريخ ليصبح شاهدًا على الماضي، وصانعًا لمستقبلٍ مشرق.
الإصلاح ليس وظيفة، بل رسالة
لم يكن يحيى مصلحًا تقليديًا، ولم يكن شخصًا يُصلح بين الناس وفق القواعد الجافة للوساطة، بل كان رجلًا من طرازٍ نادر، يغوص في أعماق الخلافات، يبحث عن جذورها، ويعالجها بروح الأب قبل أن يعالجها بمنطق القاضي.
لم يكن طرفًا منحازًا، بل كان ميزانًا دقيقًا للحق، يعيد التوازن في نفوسٍ مزقتها الخصومات، ويعيد للحياة رونقها حين تكدّرها الخلافات.
كان الناس يلجؤون إليه كما يلجأ العطشى إلى نبع الماء، لم يكن مجرد مستمعٍ، بل كان قارئًا متمرسًا لنبرة الصوت، لنظرات العيون، للمعاني التي لم تُقال، وللوجع المختبئ خلف الكلمات.
لم يكن يُسرع في الحكم، بل كان يترك الزمن يروي الحكايات، ثم يضع كلمته التي لا تُرد، فكان إذا حكم، سكن الغضب، وإذا تحدث، أنصتت القلوب قبل الآذان.
ثلاثون عامًا من العطاء.. والرحيل بصمت العظماء
كرّس يحيى بن حسن حياته لخدمة بلده، فكان نموذجًا للموظف الذي لا يعمل من أجل راتب، بل من أجل وطن.
تنقل بين القطاعات المدنية والعسكرية، يحمل في داخله إيمانًا بأن العمل ليس مجرد وظيفة، بل مسؤولية ورسالة.
لثلاثة عقود، كان شعلةً لا تنطفئ، حتى جاء عام 1427هـ، ليكون عامًا تكتب فيه السماء نهاية رجلٍ لم يكن يومًا عاديًا.
لم يكن موته مجرد خبرٍ في صحيفة، بل كان صفحةً طويت من كتاب الإصلاح، لحظة توقف فيها الزمن قليلًا حزنًا على رجلٍ كان حيًا في ذاكرة الناس حتى بعد رحيله.
إرثٌ لا يموت
اليوم، وبعد سنواتٍ من رحيله، لا يزال اسمه يُذكر كلما تحدث الناس عن العدل، كلما احتاجوا إلى نموذجٍ لرجلٍ عاش من أجل الآخرين.
لم يكن مجرد رجلٍ صالح، بل كان صانعًا للصلاح، ولم يكن مجرد شخصٍ عابر، بل كان فكرةً تجسدت في إنسان.
إن أمثال يحيى بن حسن بن جبران لا يموتون، لأنهم يعيشون في الوجدان، في الحكايات التي يرويها الأجداد للصغار، في القصص التي تتناقلها الألسنة، وفي السلام الذي زرعوه في قلوبٍ كانت تمتلئ يومًا بالصراع.
هكذا يرحل العظماء.. وهكذا يبقى أثرهم خالدًا.