علي الزعبلي.. صوتُ الحكمة في ذاكرة الزمن

بقلم : عامر آل عامر
في حضن الجبال التي تشهد على العصور، حيث تُكتب الحكايات بحبر الصخور، وُلد رجلٌ لم يكن مجرد اسمٍ في سجل الحياة، بل كان بصمةً تُقرأ عبر الأجيال.
علي بن محمد مريع الزعبلي، الذي بلغ من العمر 115 عامًا، لم يكن كغيره من الرجال، بل كان زمنًا قائمًا بذاته، يسير على قدمين، ويترك خلفه دروبًا من العطاء والحكمة والكرم.
في بلاد بني جونة في محافظةرجال ألمع، حيث الرجال يصوغون أقدارهم قبل أن تصوغهم الأيام، فتح عينيه على وطنٍ لم يعرف من الحياة سوى المجد، ولم يعرف من الرجال إلا من تُحفظ أسماؤهم في ذاكرة الأرض، كما تُحفظ الأودية بين الجبال.
المجلس الذي أنجب الحكمة
لم يكن بيته مجرد جدرانٍ وسقف، كان حِصنًا للرأي السديد، ومرفأً لمن تاه في بحار الخلاف.
هناك، حيث يجلس، كانت الكلمات تأخذ مكانها الصحيح، والقلوب تعود إلى رشدها قبل أن تتيه في دروب العتب.
لم يكن حديثه صخبًا يُقال ليُسمع، بل كان نبضًا يتسلل إلى العقول، يُشعل الفكرة قبل أن يخمد النزاع.
كان رجلًا لا يملّ العطاء، ولا يعرف معنى أن يُمسك يده عن الوافدين.
يُقال إن الكرم كان يمشي على قدمين، وإن الحلم كان له صوتٌ، وإن الصبر كان ملامح وجهه، فكيف يُمكن لزمنٍ مثله أن يُنسى؟
رحلة الحاجّ.. وسفر الروح
ثماني حجّاتٍ، لم تكن مجرد طوافٍ حول الكعبة، بل كانت طوافًا حول الذات. في كل خطوة، كان يختبر صبره، كما يختبر البحر صلابة الصخور. في "حجة البرد"، حين كان الطريق يبتلع الضعفاء، كان علي الزعبلي يمشي بثبات، كأنه يقود قافلةً من القيم، لا تضلّ الطريق أبدًا.
كان المشيُ إلى مكة له طقسٌ آخر، كأنه لا يُسافر بجسده، بل بروحه، يقطع المسافات وهو يعلم أن الطُرق ليست لمن يقطعها، بل لمن يترك أثرًا عليها.
الرحيل.. حين يصمت الزمن
في يومٍ من أيام 1443هـ، رحل الرجل الذي لم يكن مجرد رجل. توقفت خطاه، لكن صداها ظلّ يردده الزمان.
رحل كما يرحل الكبار، بصمتٍ لا يحتاج إلى وداعٍ طويل، لأن أثره كان قد سبقه إلى كل قلبٍ عرفه، وكل يدٍ صافحها، وكل مجلسٍ تزيّن بحضوره.
لم يكن علي الزعبلي مجرد اسم، بل كان سيرةً حيّة، نقشها الزمن على جبين الأرض، وحين غاب، بقيت كلماته تُقال، ومواقفه تُروى، كأنه لم يرحل، بل فقط تبدّل مكانه من هذه الديار إلى رحاب الله.
رحمه الله، وجعل اسمه خالدًا في سجلّ العظماء، حيث لا تطاله يد النسيان.
علي بن محمد مريع الزعبلي، الذي بلغ من العمر 115 عامًا، لم يكن كغيره من الرجال، بل كان زمنًا قائمًا بذاته، يسير على قدمين، ويترك خلفه دروبًا من العطاء والحكمة والكرم.
في بلاد بني جونة في محافظةرجال ألمع، حيث الرجال يصوغون أقدارهم قبل أن تصوغهم الأيام، فتح عينيه على وطنٍ لم يعرف من الحياة سوى المجد، ولم يعرف من الرجال إلا من تُحفظ أسماؤهم في ذاكرة الأرض، كما تُحفظ الأودية بين الجبال.
المجلس الذي أنجب الحكمة
لم يكن بيته مجرد جدرانٍ وسقف، كان حِصنًا للرأي السديد، ومرفأً لمن تاه في بحار الخلاف.
هناك، حيث يجلس، كانت الكلمات تأخذ مكانها الصحيح، والقلوب تعود إلى رشدها قبل أن تتيه في دروب العتب.
لم يكن حديثه صخبًا يُقال ليُسمع، بل كان نبضًا يتسلل إلى العقول، يُشعل الفكرة قبل أن يخمد النزاع.
كان رجلًا لا يملّ العطاء، ولا يعرف معنى أن يُمسك يده عن الوافدين.
يُقال إن الكرم كان يمشي على قدمين، وإن الحلم كان له صوتٌ، وإن الصبر كان ملامح وجهه، فكيف يُمكن لزمنٍ مثله أن يُنسى؟
رحلة الحاجّ.. وسفر الروح
ثماني حجّاتٍ، لم تكن مجرد طوافٍ حول الكعبة، بل كانت طوافًا حول الذات. في كل خطوة، كان يختبر صبره، كما يختبر البحر صلابة الصخور. في "حجة البرد"، حين كان الطريق يبتلع الضعفاء، كان علي الزعبلي يمشي بثبات، كأنه يقود قافلةً من القيم، لا تضلّ الطريق أبدًا.
كان المشيُ إلى مكة له طقسٌ آخر، كأنه لا يُسافر بجسده، بل بروحه، يقطع المسافات وهو يعلم أن الطُرق ليست لمن يقطعها، بل لمن يترك أثرًا عليها.
الرحيل.. حين يصمت الزمن
في يومٍ من أيام 1443هـ، رحل الرجل الذي لم يكن مجرد رجل. توقفت خطاه، لكن صداها ظلّ يردده الزمان.
رحل كما يرحل الكبار، بصمتٍ لا يحتاج إلى وداعٍ طويل، لأن أثره كان قد سبقه إلى كل قلبٍ عرفه، وكل يدٍ صافحها، وكل مجلسٍ تزيّن بحضوره.
لم يكن علي الزعبلي مجرد اسم، بل كان سيرةً حيّة، نقشها الزمن على جبين الأرض، وحين غاب، بقيت كلماته تُقال، ومواقفه تُروى، كأنه لم يرحل، بل فقط تبدّل مكانه من هذه الديار إلى رحاب الله.
رحمه الله، وجعل اسمه خالدًا في سجلّ العظماء، حيث لا تطاله يد النسيان.