×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

الحكمة الإلهية بالهقوة والعشم "وما عند الله خيرٌ وأبقى"

الحكمة الإلهية بالهقوة والعشم "وما عند الله خيرٌ وأبقى"
بقلم / د.أمل حمدان 
"وما عند الله خيرٌ وأبقى"

تظل هذه الحقيقة السند الذي يقوينا في مواجهة تحديات الحياة، لتؤكد لنا أن ما يخيب آمالنا ليس إلا جزءًا من حكمة الله التي تسبق معرفتنا وتصوراتنا. فكلما كنا أعمق في التوكل عليه، كلما أصبحنا أكثر قدرة على تقبل الخذلان والتغلب عليه.

التوقعات والعشم: علة الغدر والخذلان

كثير منّا يؤرق حياته "الغدر والخذلان"، ظنًا منا أن التوقعات هي ما ينبغي أن تتحقق، فننتظر الخير من الآخرين ونضع آمالنا في أشياء وأشخاص قد لا يستطيعون تلبية تلك التوقعات. تلك التوقعات التي يطلق عليها البعض "الهقوة" أو "العشم"، هي السبب وراء الكثير من آلامنا عندما تخيب تلك الآمال.

والعلة الكبرى وراء الخذلان والغدر هي أننا نمنح ثقتنا لأشخاص أو أشياء، بناءً على توقعاتنا الشخصية. وعندما لا تتحقق هذه التوقعات، نصطدم بحقيقة قاسية تؤلم قلوبنا، فنشعر بالخذلان. تلك اللحظات التي تجعلنا ننتظر من الآخرين ما قد لا يستطيعون تقديمه، أو ربما لا يرون الأمور من منظارنا نحن.

الوثوق بالله: الحبل الذي لا يخيب

لكن، في تلك اللحظات الصعبة، لا يمكننا إلا أن نرجع إلى الله ونوثق به. الله سبحانه وتعالى هو الكافي، وهو وحده من يستطيع أن يطمئن قلبنا ويُزيل الألم الناتج عن خيبة الأمل. عندما نضع توكلنا عليه، نتذكر أن الله لا يخلف وعده، وأنه الأعلم بما هو خير لنا. لذلك، توثيق حبال العشم بالله يعني أن تكون توقعاتنا مقتصرة على ما وعدنا به، وليس على ما قد يعدنا به البشر.

الراحة في الله: الأمل الذي لا ينقضي

في النهاية، سيظل الله وحده هو الحبل الذي نتمسك به في الأوقات العصيبة. هو الذي لا يخلف وعدًا، وهو الأعلم بما هو خير لنا. في الله وحده تجد الأرواح راحة وسلامًا، فهو الذي يُعطي ويمنح بما هو خير في حينه، حتى وإن خاب أملنا في بعض الأحيان.

وبذلك، نجد في إيماننا واعتقادنا بأن ما عند الله خيرٌ وأبقى، القوة التي تُعيننا على المضي قدمًا، وتفتح لنا أفقًا جديدًا من الأمل في كل ما يقدره لنا، فكلما وثقنا بالله، كلما أصبحت قلوبنا أكثر راحة وسلامًا.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر