×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

نحن وأبناؤنا المراهقون

نحن وأبناؤنا المراهقون
بقلم/ سلطان الفيفي 
تُعد مرحلة المراهقة من أكثر المراحل حساسية وأهمية في حياة أبنائنا، فهي جسر يربط بين الطفولة والنضج، مليء بالتحديات والتغيرات الجذرية على المستوى النفسي والجسدي والاجتماعي. وكآباء وأمهات، تقع على عاتقنا مسؤولية فهم هذه المرحلة والتعامل معها بحكمة لنساعد أبناءنا على العبور منها بسلام وثقة.

المراهقة ليست مجرد سنوات تمر، بل هي مرحلة يتشكل فيها وعي الإنسان بنفسه وبالعالم من حوله.

يمر المراهق بتغيرات جسدية تجعله أكثر اهتمامًا بمظهره، ونفسية تجعله متقلب المشاعر، واجتماعية تدفعه للبحث عن الاستقلالية وإثبات الذات. كل هذه العوامل تضعه أمام تحديات يحتاج فيها إلى الدعم والتوجيه وليس القمع أو الانتقاد المستمر.

التواصل الفعّال هو مفتاح فهم المراهق وكسب ثقته، ويمكن تحقيق ذلك من خلال عدة خطوات يجب اتخاذها والسير عليها:

•الاستماع الفعلي: يجب أن يشعر المراهق بأن صوته مسموع ورأيه محترم. عندما يتحدث، علينا أن ننصت باهتمام دون مقاطعة أو إصدار أحكام.


•تفهم مشاعره: المراهق يمر بتقلبات عاطفية، ومن واجبنا أن نكون ملاذًا آمنًا له، نفهم قلقه وخوفه دون السخرية من مشاعره أو التقليل من شأنها.

•تقديم الدعم دون سيطرة: من المهم أن نكون بجانبهم ونقدم لهم النصيحة، لكن دون فرض آرائنا بالقوة. المراهق يحتاج إلى مساحة لاتخاذ قراراته والتعلم من أخطائه.

•الحوار بدل العقاب: بدلاً من توبيخ المراهق عند الخطأ، من الأفضل الحوار معه بهدوء لفهم أسبابه وتوجيهه نحو الحلول الصحيحة.

المراهق بطبيعته يسعى إلى التحرر من القيود والشعور بالاستقلالية، لكن الحرية المطلقة قد تؤدي إلى التهور واتخاذ قرارات غير مسؤولة، لذلك، علينا أن نوازن بين منحه مساحة من الحرية ضمن حدود واضحة تُرسم بالحوار والاتفاق المسبق، بحيث يفهم أن الحرية مسؤولية قبل أن تكون حقًا.

ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة، أصبح المراهق أكثر عرضة للتأثر بأفكار وسلوكيات قد تكون بعيدة عن قيمنا وتقاليدنا. هنا يأتي دورنا في توعيته بمخاطر الاستخدام المفرط للتكنولوجيا، وتعزيز القيم الأخلاقية لديه من خلال الحوار والنمذجة الإيجابية بدلاً من فرض القيود الصارمة التي قد تؤدي إلى التمرد.

ختامًا: المراهقون أبناء اليوم وقادة المستقبل

إن التعامل مع المراهقين يحتاج إلى صبر وحكمة، فهم ليسوا مجرد أطفال خرجوا عن الطاعة، بل شباب يبحثون عن ذواتهم ويحتاجون إلى دعمنا ليصبحوا أفرادًا واثقين ومسؤولين. إذا تعاملنا معهم بفهم ومحبة، سنجني ثمار هذا الجهد في المستقبل عندما نراهم رجالًا ونساءً ناجحين في حياتهم، واثقين من أنفسهم، يحملون قيمنا ومبادئنا بفخر.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر