×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

يوم التأسيس السعودي: مجدٌ يتجدد

يوم التأسيس السعودي: مجدٌ يتجدد
بقلم / خلود عبدالجبار 
في عمق التاريخ، هناك لحظات لا تُنسى، أيامٌ تُخلَّد، وشعوبٌ تكتب مستقبلها بحروفٍ من ذهب. وفي الثاني والعشرين من فبراير، يُبعث المجد من جديد، وتنبض الأرض السعودية بروح الأجداد الذين رسموا أولى خطوات العزة والفخر، يومٌ تتجسد فيه الهوية، وتُروى فيه الحكاية — حكاية التأسيس.

قبل ثلاثمئة عام، لم يكن الحُلم مجرّد خيال، بل كان رؤيةً تولدت في قلب الجزيرة العربية، رؤيةٌ حملها الإمام محمد بن سعود، الذي أرسى قواعد الدولة السعودية الأولى، ورفع راية الوحدة فوق أرضٍ كانت مبعثرة بين النزاعات والفرقة. لم يكن تأسيس الدرعية مجرد بناء لمدينة، بل كان ميلادًا لأمةٍ تتحدى، وتصمد، وتزدهر.

هذا اليوم ليس مجرد ذكرى، بل نافذة نطلّ منها على ماضٍ صنع حاضرنا، وحاضرٍ يشق طريقه نحو مستقبل أكثر إشراقًا.

في يوم التأسيس، تستعيد المملكة قصص البطولة، تلك الحكايات المنحوتة في الصحراء، والمكتوبة بمداد العزم والإصرار. هي قصة شعب لم يعرف الانكسار، وقيادة لم تتوانَ يومًا عن حمل لواء المجد. من الدرعية إلى الرياض، ومن جدران القصور الطينية إلى ناطحات السحاب، تظل الروح واحدة، والعزيمة لا تتغير.

إنه يومٌ يُشعل جذوة الفخر في القلوب، حيث ترتدي المملكة ثوبها التاريخي، وتُفتح صفحات الماضي المجيد أمام الأجيال، ليعرفوا كيف وُلدت بلادهم من صحراء العزم، وكيف أصبحت رمزًا للقوة، والاستقرار، والرؤية البعيدة.

في يوم التأسيس، لا نحتفل فقط بالماضي، بل نرسم المستقبل على خطى الأجداد. إنه يومٌ للوفاء، للإرث، وللاستمرار في بناء دولةٍ عظيمة، ضاربة بجذورها في التاريخ، شامخة في حاضرها، ورائدة في غدها.

يعيش الوطن… وتبقى رايته خفّاقة أبد الدهر.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر