الاحتفالات الخارجة عن القيم: خطر الانحلال الأسري
التعليم يُعَدُّ حجر الزاوية في بناء المجتمعات المتقدمة وتنمية الأفراد. وعندما يحين وقت التخرج، تتنوع طرق الاحتفال التي يختارها الأفراد وعائلاتهم للتعبير عن فرحتهم بإنجاز بناء على ثقافتهم وقيمهم.
وفي هذا المقال، سنناقش ظاهرة جديدة، تُعَدُّ من تجاوزات بعض أولياء الأمور في المجتمع السعودي، وهي قيام ولي الأمر بمفاجئة ابنته أو أخته أو زوجته المتخرجة بإحضار فرقة شعبية للاحتفال أمام بوابة المدرسة أو الجامعة، وتراقصهن أمام الرجال، مما يخالف قيم المجتمع السعودي المحافظ ويؤثر على الانحلال الأسري.
أولاً، يجب أن نتفهم أن الاحتفال بالتخرج هو مناسبة مهمة للطلاب وعائلاتهم ويجب احترام حرية الأفراد في اختيار طريقة الاحتفال بما يتناسب مع ثقافتهم وقيمهم. ولكن، يجب أن يكون هذا الاحتفال في إطار مقبول اجتماعيًا ولا يتعارض مع القيم والأعراف السائدة في المجتمع السعودي.
ثانياً، يعتبر إحضار فرقة شعبية وتراقص البنات أمام الرجال في مكان عام مثل المدرسة تجاوزاً صارخًا للقيم المحافظة والأعراف الاجتماعية في المملكة العربية السعودية.
فهذه التصرفات تنم عن قلة الوعي وتحدي للمبادئ الأساسية التي تقوم عليها المجتمعات المحافظة.
من المهم أيضًا الإشارة إلى تأثير هذه التصرفات على الانحلال الأسري، حيث تعكس قيمًا مشوهة وسلوكيات لا تتماشى مع القيم الأسرية والتربية السليمة.
قد يؤدي ذلك إلى تفكك الأسرة وفقدان الثقة بين أفرادها والشعور بالعار والإحباط.
كما أن لهذا التصرف المبالغ فيه من ولي الأمر آثار سلبية لم تكن في الحُسبان، على المدى البعيد ومن هذه السلبيات:
1. التأثير السلبي على سمعة الطالبة وأسرتها: قد يعتبر الآخرون هذا التصرف غير لائق ومخالف للقيم والأعراف في مجتمعهم المحافظ، مما يؤدي إلى تشويه سمعة الطالبة وعائلتها في المجتمع.
2. الضغوط النفسية: قد تتعرض الطالبة وأسرتها لضغوط نفسية نتيجة لهذا السلوك، بتعريض أنفسهم للنقد والسخرية من قبل المجتمع، على مواقع التواصل الاجتماعي.
3. التأثير في العلاقات الأسرية: قد يؤدي هذا السلوك إلى توتر العلاقات داخل الأسرة وفقدان الثقة بين أفرادها، مما يزيد من فرصة حدوث انحلال أسري.
4. التأثير في القيم والمبادئ: قد يؤدي هذا السلوك إلى تشويه القيم والمبادئ الأخلاقية والاجتماعية للطالبة وأسرتها وتعزيز السلوكيات السلبية.
لتجنب هذه النتائج السلبية، يجب على الأسرة، الالتزام بالقيم والأعراف المجتمعية واحترامها واختيار طرق الأحتفال المناسبة والمقبولة في المجتمع.
في الختام، يتحمل الأفراد والعائلات المسؤولية في الالتزام بالقيم والأعراف الاجتماعية والثقافية المجتمعية، وضمان احترامها، كما يجب على الجميع العمل معاً لإيجاد حلول لمثل هذه التجاوزات والتصرفات التي تسبب الانحلال الأسري.