#عــــــاجل الحقيقة

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

اليوم العالمي للغة العربية: رمز الهوية ووحدة الأمة

اليوم العالمي للغة العربية: رمز الهوية ووحدة الأمة
بقلم الكاتب/ سيّار الشمري 

يحتفل العالم في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام بـ "اليوم العالمي للغة العربية"، ويعد هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على أهمية اللغة العربية ومكانتها العالمية كواحدة من أكثر اللغات انتشارًا وتأثيرًا في الحضارة الإنسانية. نعم إنها لغة "الضاد" حيث عُرفت اللغة العربية بهذا اللقب المميز الذي يعكس تفرّدها وتميزها عن باقي لغات العالم. فلنحمل جميعًا راية لغة الضاد، ونساهم في تعزيز مكانتها لتظل شاهدة على عظمة أمتنا ومصدر فخر لأجيالنا القادمة.

اللغة العربية؛ هوية وثقافة:

تُعد اللغة العربية واحدة من أقدم اللغات الحية في العالم، حيث تمتد جذورها إلى آلاف السنين، واحتفظت برونقها وأصالتها عبر العصور. وهي ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي وعاء للثقافة والتراث، ولغة القرآن الكريم التي تجمع أكثر من مليار ونصف مسلم حول العالم. كما أن للغة العربية تأثيرًا كبيرًا على اللغات الأخرى، خاصة خلال العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، حينما كانت مركزًا للعلم والفكر والفلسفة.

أنا البحر في أحشائه الدر كامن:

هذا البيت الشعري الشهير يُعتبر من أجمل ما قيل في وصف اللغة العربية. في هذا البيت تشبيه رائع يعبر عن عظمة اللغة العربية وكنوزها، حيث يُشبّه الشاعر حافظ إبراهيم اللغة العربية بالبحر، وذلك للدلالة على عظمتها وثرائها، حيث تختزن في أعماقها كنوزًا ثمينة من المعاني، والمفردات، والأساليب البلاغية، التي لا يدركها إلا من يغوص في أعماقها مثل الغواص الذي يستخرج اللؤلؤ من قاع البحر.

أهمية الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية:

الاحتفاء بهذا اليوم لا يقتصر على الاعتزاز باللغة، بل يهدف إلى تعزيز الوعي بأهميتها كلغة حية ودورها في نشر المعرفة. ويأتي هذا اليوم كمناسبة لتشجيع الجهود الرامية إلى الحفاظ عليها في ظل التحديات التي تواجهها، مثل العولمة والتكنولوجيا التي قد تؤدي إلى تراجع استخدامها بين الشباب.

كما يُعد هذا اليوم منصة للاحتفال بإبداع اللغة العربية في الأدب والشعر والفنون. فمنذ القدم، أبهرت اللغة العربية العالم بجمالياتها البلاغية وإبداعها الأدبي، ما جعلها لغة تتميز بقدرتها الفائقة على التعبير عن المشاعر والأفكار.

التحديات التي تواجه اللغة العربية:

رغم مكانة اللغة العربية، إلا أنها تواجه العديد من التحديات، مثل تراجع استخدامها في الحياة اليومية لصالح اللغات الأجنبية، وضعف محتوى اللغة العربية على الإنترنت مقارنة باللغات الأخرى. ولهذا، تأتي أهمية تعزيز مكانة اللغة في التعليم والإعلام، بالإضافة إلى دعم المبادرات التي تهدف إلى إثراء المحتوى العربي الرقمي.

ختامًا، اليوم العالمي للغة العربية ليس مجرد احتفال سنوي، بل هو دعوة متجددة لكل عربي للاعتزاز بلغته والمحافظة عليها كرمز للهوية والثقافة. فاللغة العربية ليست فقط لغة الماضي، بل هي لغة الحاضر والمستقبل، ولابد أن نبذل جميعًا الجهد لنقل إرثها العظيم إلى الأجيال القادمة. فما أجمل العربية حينما تكون لغة القلم والفكر، وحينما تعبر عن مشاعرنا بأروع الألفاظ وأبلغ العبارات.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر