#عــــــاجل الحقيقة

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

عندما تسلبنا الشاشات... وتتسع الفجوة بين القلوب"

عندما تسلبنا الشاشات... وتتسع الفجوة بين القلوب"
 
بقلم: ذكرى إبراهيم

وأنا على متن القطار، وجدت نفسي في لحظة تأمل استكشافية للناس من حولي.
كان الجميع منهمكًا في أجهزته الإلكترونية؛ من هواتف، وأجهزة لوحية، وأجهزة كمبيوتر محمولة.

تشكلت في ذهني صورة من الماضي، حين كانت الأنظار تتجه نحو بعضها البعض، حيث كان الحديث والتواصل يجري بلا حواجز إلكترونية.

اليوم، أصبحت الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية تسيطر على انتباهنا، مما أدى إلى تقليل حواراتنا وتفاعلاتنا الشخصية.
إنه لمن المؤسف أن أرى الناس من حولي يعيشون في العوالم الرقمية بينما هم موجودون بجانب بعضهم البعض في العالم الحقيقي دون أن يتبادلوا حتى كلمة واحدة.

لقد باتت التكنولوجيا الحديثة تسيطر على حياتنا كغشاء يعيق رؤية من حولنا.
نحن نغرق في ساعات طويلة من التصفح والاستخدام دون أن نشعر بمرور الوقت، هذا التأثير الكبير أصبح أكثر وضوحًا في حياتنا اليومية.
فإذا ذهبت إلى أقرب مقهى، ستجد أن الأغلبية منغمسون في هواتفهم.
وإذا اقتربت من حياة الأسر، سترى كيف فقدت التجمعات العائلية رونقها، حيث يفضل العديد من المراهقين التواجد على مواقع التواصل الاجتماعي بدلاً من قضاء الوقت مع أفراد أسرهم.
وهنا تتسع فجوة الأسرة، مما يؤدي إلى التفكك الأسري.
جميعنا نعلم أهمية التواجد الحسي والتواصل الجسدي في تعزيز العلاقات الأسرية، ولكن للأسف الشديد، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تغشي أبصارنا، مما دفعني لكتابة هذا المقال.

في هذا السياق، قمت باستضافة الأستاذ عبدالعزيز زيد الحسين، خريج دراسات علم الاجتماع، لطرح هذا التساؤل عليه: ما رأيك بتأثير السوشيال ميديا على حياة الأسر والعلاقات الاجتماعية.؟

يرى الأستاذ عبدالعزيز أن مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين؛ فهي تحمل جوانب إيجابية وسلبية.
من الجانب الإيجابي، يمكن للفرد من خلالها التعرف على حضارات وثقافات وعادات مختلفة من حول العالم، مما يساهم في توسيع ثقافته دون أن يغير من طبيعته الحالية.
كما يرى أن الأطفال يمكنهم الاستفادة منها في تعلم اللغات.
من جانب آخر، يذكر أن البلايستيشن أيضًا له جانب إيجابي، حيث يمكن للأطفال التواصل مع أطفال أجانب، مما يعزز من مهاراتهم اللغوية، مثلما حدث مع أخته الصغرى التي تعلمت الإنجليزية من خلال اللعب.

ويرى الأستاذ عبدالعزيز أن الكثيرين تأثروا سلبيًا بالسوشيال ميديا، حيث تسببت في تغيير بعض الناس بدلاً من تطويرهم.
مثال بسيط على ذلك هو زيادة حالات الطلاق نتيجة تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي.
في ظل انتشار قصص واحتفالات ما بعد الطلاق، أصبح الطلاق يبدو أمرًا عاديًا دون التفكير في تأثيره على الأطفال وكيفية تعاملهم مع هذا الوضع.

كما حذر من استخدام الأطفال للأجهزة اللوحية بشكل مفرط، لأنه قد يعرضهم لخطر الإصابة بالتوحد. ومن السلبيات الأخرى هو تصديق المشاهد لما يراه على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتأثر البعض بحياة المشاهير المثالية الظاهرة على المنصات، مما يؤدي إلى مقارنات غير واقعية.
وضرب مثالًا بمشهورة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، كانت تحث الفتيات على عدم الزواج وتزين لهن حياة العزوبية، ليتفاجأ المتابعون بعدها بزواجها وإنجابها الأطفال.
هذا المثال يوضح أهمية عدم تصديق كل ما يُعرض على هذه المنصات.

وأخيرًا، ختم الأستاذ عبدالعزيز حديثه بنصيحة بسيطة: (خذ السوشل ميديا) كالإسرائيليات لا تصدق ولا تكذب فقط شاهد وتثقف.
التعليقات 1
التعليقات 1
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • سديم 08-30-2024 02:49 صباحاً
    مقال جدًا جميل*ويلامس حياتنا الواقعيه بشكل جدًا*قوي
    و اتمنى لكم التوفيق والسداد دائمًا
أكثر