#عــــــاجل الحقيقة

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

الشَّابورة

الشَّابورة
بقلم / محمد الرياني 
عجزنا في كلِّ صباحٍ من الخبزِ والفولِ أو الساندويتش.
أداعبُ صاحبَ البقالةِ كعادتي في كثيرٍ من الأوقات، أحيانًا أقول له: هل أتعبنا البطونَ أم هي أتعبتْنا؟ يقهقهُ بصوتٍ عالٍ فيسمعه مرتادو البقالة.

فجأةً سقطَ من الرفِّ العلوي كيسُ شابورة.
نظرَ إليَّ وما زالَ يضحك، قال: "جاءكَ كيسُ الشابورة؛ كأنه سمعك!" قلتُ له: لن يعودَ إلى الرفِّ ثانية، أوعزَ إلى العاملِ فأحضره، لأولِ مرةٍ ألتفتُ إلى الكيسِ والعبارةِ المدونةِ عليه، وضعتُ يدي على فكِّي أتحسسه لأتأكدَ من أنَّ أسناني بخير.
طلبتُ علبةَ حليبٍ سائل، سمعتُ أنَّ الشابورةَ يناسبها الحليبُ مع الشاي.

من حسنِ حظي أنَّ الجوَّ في الصباحِ جميلٌ وما زال يحتفظُ بأنفاسِ المساء. قدَّموا لي في البيتِ الشابورةَ مع حليبِ الشاي، قطعةً تتبعها أخرى في صباحٍ استثنائي، تذكرتُ أنَّ بائعَ الخبزِ والفولِ الآسيوي يرددُ عبارةً كنتُ أرددها أمامه: "فول جرة ممتاز.
"لم أكترثْ لعبارتي التي غدتْ مثلًا عند بائعِ الفول.
اجتمعَ بقيةُ الصغارِ حولي يُرطِّبون الشابورةَ بالحليب. شجرةُ الريحانةِ أمامي منذُ زمنٍ لم أقطف من طرفها رائحةً تزينُ صباحي. قطفتُ منها وأنا أتذكرُ كيسَ الشابورةِ الذي سقطَ فتبدلَ حالُ الإفطار. عدتُ إلى صاحبِ البقالة، رآني فعاد يضحك، نظرَ إلى الرفِّ العلوي. قلتُ له: في الكيسِ بقايا، خشيتُ أن يسقطَ شيءٌ آخر أمامي. الرفوفُ تمتلئ والفولُ من بينها.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر