دلمون الأحساء
الحقيقة - عائشة الماص - الأحساء
في أحد الملتقيات الثقافية الثرية المعنونة " الاصل الرافديني الخليجي المشترك للسومريين" التي نظمتها جمعية الاثار والتراث بالمنطقة الشرقية وقدمها البروفسور الدكتور قصي بن منصور التركي المتخصص في حضارة بلاد الرافدين والخليج والجزيرة العربية. والذي أثبت من خلال عرض معلومات المحاضرة وبالبحث العلمي والتحليل ووفق حقائق اثرية على إن سكان شرق المملكة العربية السعودية القدماء (الدلمونيين من مملكة البحرين وسكان شرق شبه الجزيرة العربية) هم العنصر العرقي البشري المكمل للثقافة السومرية.
فجاء مستندا في بادئ الأمر على نتائج التنقيبات في كل من منطقة جنوب بلاد الرافدين والخليج العربي إلى قدم استيطان الإنسان في هذا الجزء الهام من منطقة الشرق الأدنى القديم، وانتشار مئات المستوطنات القديمة على امتداد ساحل الخليج الغربي والجزر المحاذية للساحل فهو يؤكد على أن إنسان الخليج لا يقل حضاريا عن إنسان حضارة الرافدين في قسمه الجنوبي خصوصا مع اكتشاف مواقع مستوطنات الخليج العربي في العصور الحجرية ومن بين أهم مواقع الاستيطان المشترك لجنوب الرافدين والخليج العربي مواقع الاستيطان العبيدي، والتسمية نسبة إلى موقع " العُبيد"والذي اكتسب شهرة واسعة عندما شخّص المنقبون الأثريون فيه لأول مرة، نوعا من الصناعة الفخارية المتميزة بأشـكالها وألوانـها وزخارفها، فأخذت تسمى بـ " فخار العُبيد" والذي أكتشف انتشاره في مساحة واسعة جدا في بلاد الرافدين والخليج العربي (عين قناص نموذجا)، وهو يتطابق من حيث الصناعة واللون والزخرفة مع فخار موقع " العُبيد" جنوب بلاد الرافدين .
ويؤكد أن في الخليج العربي انتشرت مواقع عديدة ضمت لقى أثرية تدل على حياة استيطان واستقرار، منها كميات كبيرة من الأصداف، آلات حجرية مختلفة، فخار عُبيدي ملون، أجزاء من مطاحن حجرية، كسر من شرائح طينية على أحد وجهيها طبعات قصب، آلات رؤوس سهام من حجر الصوان، كل هذه المكتشفات تدل على استيطان الإنسان وتطور اتصالاته مع المناطق الحضارية المجاورة.
ومن ناحية أخرى يشير الباحث أن مرحلة ظهور المدينة في جنوب العراق والعثور على بقايا أشهر المدن التاريخية فوق القرى الزراعية من دور العُبيد مباشرة، وبما يمكن ان تسمى ببلاد سومر والتي تقابلها على ساحل الخليج العربي ممالك دلمون ومكان، ويؤكد إن مؤشرات الحياة الحضارية في الألف الثالث قبل الميلاد لسكان منطقة الخليج العربي والمتمثلة في ملامح التقدم والخبرة الجيدة، لا يمكن أن تكون قد حدثت فجأة بل نتجت عن تجارب وخبرات سابقة لأقوام سكنت هذه المنطقة
ومابين الاصول الاولى للعنصر البشري المؤسس لحضارة السومررين ، يرى د. قصي انها تشكل خليط متجانس من العناصر البشريةالخليجية لحضارة "دلمون" ممزوجا معا سكان بلاد الرافدين الذي نشؤا نشاة محلية، وأن هذه الحضارة مجتمعة كانت الأصل المقترح للسومريين وموطنهم الحضاري الأول.
وبشكل أوضح فإن السومريين من ذوي الأصول العراقية المحلية والسومريين من ذوي الأصول الخليجية الدلمونية، اندمجوا مع بعضهم البعض في منطقة السهل الرسوبي جنوب العراق وكونوا ما يعرف بإنسان وحضارة السومريين
ويرى كذلك ان الزيادة السكانية في مدينة "أوروك" ( الوركاء ) في النصف الثاني من الألف الرابع قبل الميلاد قد أظهرت زيادة مفاجأة في عدد السكان، ربما كانت نتيجة لهجرة شعب من منطقة الخليج العربي وتحديدا من المنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية.
لذا فإن هذه الزيادة القادمة من الخليج قد التقت بسكان السهل الرسوبي جنوبا و ساهمت بمقدار جوهري في النمو المؤثر في المجتمع السومري .
وأشار الباحث إلى المفاهيم والمميزات الدينية المشتركة، إذ يطرح الفكرة التي ذهب اليها الباحثون
بأن عبادة آلهة من دون الله قد بدأت في حضارة "دلمون "، وأن دلمون كانت في نظر السومريين دوما المكان المقدس وفق اعتبارات مهمة، وهي أن المعبود الخاص بدلمون يحمل تماما اسما سومريا قديما وهو المعبود " إينزاك "(Inzak )، كما أن هناك معبدا في مدينة "أور" والعائد إلى المعبودة "إينانا - عشتار" (Inanna) معبودة نجمة الزهرة السومرية قد دعي بمعبد "ديلمونا" "إي.ديلمونا" (é.dilmunna).
ومن بين الأدلة الإضافية إلى انتساب السومريين بشكل دقيق إلى سكان الخليج الذين يتمثل مورد رزقهم الرئيسي في هيمنتهم على منتجات البحر، واشتراكهم في اهم مورد زراعي لدى سكان الخليج وخصوصا مدينة الأحساء وماجاورها داخل حدود حضارة دلمون والتي تمتد جغرافيا من جنوب بلاد الرافدين بمرورا بدولة الكويت وشرق المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وصولا الى شبه جزيرة قطر، وهو التمر فقد كانت حضارة دلمون وخصوصا الاحساء مشهورة بتمورها في السجلات الأدبية والاقتصادية العراقية القديمة، وإن درجة جودتها يمكن قياسها من خلال عبارة ذكرت في النصوص "تمر دلمون الذي تكون ثمرته حلوة"، كما عرف التمر المستورد إلى جنوب العراق باسم، " تمر دلمون"، "سولوم-دلمون" ( Sulum-Dilmun )، وتعد منطقة " الإحساء " في شرق الجزيرة العربية من أكثر المناطق شهرة بإنتاج التمور تاريخيا، مع العلم أنها كانت ضمن إقليم دلمون، ويذكر الباحثون أن من بين أجود أنواع التمور والمقّيم لدى جميع العالم العربي هو نوع " خاتاسي / خلاصي" (khlasi/ Khatasi )، والمعروف محليا في الاحساء والخليج عموما باسم " خلاص" يشكل أحد أهم الموارد المهمة في التصدير من "الأحساء" الى باقي المدن الحضارية في جنوب بلاد الرافدين .
ومما يؤكد أن أصل السومريين من سكان جنوب العراق وسكان الخليج معا، أن سكان العراق من السومريين تعلموا فن الملاحة من تجار الخليج وبحارته الذين كانوا بارعين في ركوب البحر بينما الأكديون (غير السومريين) القادمون من الجزيرة لم يكن لهم باع ومعرفة بالبحر.
ورغم قدم وجود الأصل الخليجي للسومريين في جنوب العراق فإن هناك العديد من علماء التاريخ والآثار الذين يشيرون إلى أن هجرة مماثلة لاحقة من منطقة الخليج وشرق الجزيرة قد حدثت مع أواخر الألف الثاني قبل الميلاد، مما يعزز إمكانية قيام هجرة أخرى سابقة لها ما دامت الظروف المناخية للمنطقة واحدة وقد مثل "الكلدانيون" الذين سكنوا الأقسام الجنوبية من العراق خلال الفترة المذكورة أهم تلك الهجرات بل قد وجد بعض الباحثين كتابات كلدانية تشبه حروفها الحروف العربية الجنوبية القديمة - أي حروف المسند - واستدلوا من ذلك على أن أولئك المهاجرين الذين ربما كان أصلهم من عمان، هاجروا إلى ساحل الخليج الغربي، ثم انتقلوا إلى العراق مرورا بشرق المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، (دلمون) ونقلوا معهم خطّهم القديم الذي تركوه بعد ذلك حينما استقروا في العراق لتأثرهم بالمؤثرات الثقافية العراقية.
كما تذكر المصادر العربية الإسلامية أن القبائل العربية التي استوطنت أقسام "الفرات" الغربية من فترة قبل الإسلام هي من أصل القبائل العربية التي استوطنت في شرق المملكة العربية السعودية والبحرين، كما أن نفوذ أمراء "الحيرة" - في حدود القرن الخامس الميلادي امتد ليشمل مناطق شرق المملكة العربية السعودية و"البحرين"وماجاورها من مدن حضارية. ونفس الشيء يقال عن قبائل "المناذرة" التي خرجت من نفس المناطق المتاخمة لها واستقرت في أطراف الفرات الغربية.
فجاء مستندا في بادئ الأمر على نتائج التنقيبات في كل من منطقة جنوب بلاد الرافدين والخليج العربي إلى قدم استيطان الإنسان في هذا الجزء الهام من منطقة الشرق الأدنى القديم، وانتشار مئات المستوطنات القديمة على امتداد ساحل الخليج الغربي والجزر المحاذية للساحل فهو يؤكد على أن إنسان الخليج لا يقل حضاريا عن إنسان حضارة الرافدين في قسمه الجنوبي خصوصا مع اكتشاف مواقع مستوطنات الخليج العربي في العصور الحجرية ومن بين أهم مواقع الاستيطان المشترك لجنوب الرافدين والخليج العربي مواقع الاستيطان العبيدي، والتسمية نسبة إلى موقع " العُبيد"والذي اكتسب شهرة واسعة عندما شخّص المنقبون الأثريون فيه لأول مرة، نوعا من الصناعة الفخارية المتميزة بأشـكالها وألوانـها وزخارفها، فأخذت تسمى بـ " فخار العُبيد" والذي أكتشف انتشاره في مساحة واسعة جدا في بلاد الرافدين والخليج العربي (عين قناص نموذجا)، وهو يتطابق من حيث الصناعة واللون والزخرفة مع فخار موقع " العُبيد" جنوب بلاد الرافدين .
ويؤكد أن في الخليج العربي انتشرت مواقع عديدة ضمت لقى أثرية تدل على حياة استيطان واستقرار، منها كميات كبيرة من الأصداف، آلات حجرية مختلفة، فخار عُبيدي ملون، أجزاء من مطاحن حجرية، كسر من شرائح طينية على أحد وجهيها طبعات قصب، آلات رؤوس سهام من حجر الصوان، كل هذه المكتشفات تدل على استيطان الإنسان وتطور اتصالاته مع المناطق الحضارية المجاورة.
ومن ناحية أخرى يشير الباحث أن مرحلة ظهور المدينة في جنوب العراق والعثور على بقايا أشهر المدن التاريخية فوق القرى الزراعية من دور العُبيد مباشرة، وبما يمكن ان تسمى ببلاد سومر والتي تقابلها على ساحل الخليج العربي ممالك دلمون ومكان، ويؤكد إن مؤشرات الحياة الحضارية في الألف الثالث قبل الميلاد لسكان منطقة الخليج العربي والمتمثلة في ملامح التقدم والخبرة الجيدة، لا يمكن أن تكون قد حدثت فجأة بل نتجت عن تجارب وخبرات سابقة لأقوام سكنت هذه المنطقة
ومابين الاصول الاولى للعنصر البشري المؤسس لحضارة السومررين ، يرى د. قصي انها تشكل خليط متجانس من العناصر البشريةالخليجية لحضارة "دلمون" ممزوجا معا سكان بلاد الرافدين الذي نشؤا نشاة محلية، وأن هذه الحضارة مجتمعة كانت الأصل المقترح للسومريين وموطنهم الحضاري الأول.
وبشكل أوضح فإن السومريين من ذوي الأصول العراقية المحلية والسومريين من ذوي الأصول الخليجية الدلمونية، اندمجوا مع بعضهم البعض في منطقة السهل الرسوبي جنوب العراق وكونوا ما يعرف بإنسان وحضارة السومريين
ويرى كذلك ان الزيادة السكانية في مدينة "أوروك" ( الوركاء ) في النصف الثاني من الألف الرابع قبل الميلاد قد أظهرت زيادة مفاجأة في عدد السكان، ربما كانت نتيجة لهجرة شعب من منطقة الخليج العربي وتحديدا من المنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية.
لذا فإن هذه الزيادة القادمة من الخليج قد التقت بسكان السهل الرسوبي جنوبا و ساهمت بمقدار جوهري في النمو المؤثر في المجتمع السومري .
وأشار الباحث إلى المفاهيم والمميزات الدينية المشتركة، إذ يطرح الفكرة التي ذهب اليها الباحثون
بأن عبادة آلهة من دون الله قد بدأت في حضارة "دلمون "، وأن دلمون كانت في نظر السومريين دوما المكان المقدس وفق اعتبارات مهمة، وهي أن المعبود الخاص بدلمون يحمل تماما اسما سومريا قديما وهو المعبود " إينزاك "(Inzak )، كما أن هناك معبدا في مدينة "أور" والعائد إلى المعبودة "إينانا - عشتار" (Inanna) معبودة نجمة الزهرة السومرية قد دعي بمعبد "ديلمونا" "إي.ديلمونا" (é.dilmunna).
ومن بين الأدلة الإضافية إلى انتساب السومريين بشكل دقيق إلى سكان الخليج الذين يتمثل مورد رزقهم الرئيسي في هيمنتهم على منتجات البحر، واشتراكهم في اهم مورد زراعي لدى سكان الخليج وخصوصا مدينة الأحساء وماجاورها داخل حدود حضارة دلمون والتي تمتد جغرافيا من جنوب بلاد الرافدين بمرورا بدولة الكويت وشرق المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وصولا الى شبه جزيرة قطر، وهو التمر فقد كانت حضارة دلمون وخصوصا الاحساء مشهورة بتمورها في السجلات الأدبية والاقتصادية العراقية القديمة، وإن درجة جودتها يمكن قياسها من خلال عبارة ذكرت في النصوص "تمر دلمون الذي تكون ثمرته حلوة"، كما عرف التمر المستورد إلى جنوب العراق باسم، " تمر دلمون"، "سولوم-دلمون" ( Sulum-Dilmun )، وتعد منطقة " الإحساء " في شرق الجزيرة العربية من أكثر المناطق شهرة بإنتاج التمور تاريخيا، مع العلم أنها كانت ضمن إقليم دلمون، ويذكر الباحثون أن من بين أجود أنواع التمور والمقّيم لدى جميع العالم العربي هو نوع " خاتاسي / خلاصي" (khlasi/ Khatasi )، والمعروف محليا في الاحساء والخليج عموما باسم " خلاص" يشكل أحد أهم الموارد المهمة في التصدير من "الأحساء" الى باقي المدن الحضارية في جنوب بلاد الرافدين .
ومما يؤكد أن أصل السومريين من سكان جنوب العراق وسكان الخليج معا، أن سكان العراق من السومريين تعلموا فن الملاحة من تجار الخليج وبحارته الذين كانوا بارعين في ركوب البحر بينما الأكديون (غير السومريين) القادمون من الجزيرة لم يكن لهم باع ومعرفة بالبحر.
ورغم قدم وجود الأصل الخليجي للسومريين في جنوب العراق فإن هناك العديد من علماء التاريخ والآثار الذين يشيرون إلى أن هجرة مماثلة لاحقة من منطقة الخليج وشرق الجزيرة قد حدثت مع أواخر الألف الثاني قبل الميلاد، مما يعزز إمكانية قيام هجرة أخرى سابقة لها ما دامت الظروف المناخية للمنطقة واحدة وقد مثل "الكلدانيون" الذين سكنوا الأقسام الجنوبية من العراق خلال الفترة المذكورة أهم تلك الهجرات بل قد وجد بعض الباحثين كتابات كلدانية تشبه حروفها الحروف العربية الجنوبية القديمة - أي حروف المسند - واستدلوا من ذلك على أن أولئك المهاجرين الذين ربما كان أصلهم من عمان، هاجروا إلى ساحل الخليج الغربي، ثم انتقلوا إلى العراق مرورا بشرق المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، (دلمون) ونقلوا معهم خطّهم القديم الذي تركوه بعد ذلك حينما استقروا في العراق لتأثرهم بالمؤثرات الثقافية العراقية.
كما تذكر المصادر العربية الإسلامية أن القبائل العربية التي استوطنت أقسام "الفرات" الغربية من فترة قبل الإسلام هي من أصل القبائل العربية التي استوطنت في شرق المملكة العربية السعودية والبحرين، كما أن نفوذ أمراء "الحيرة" - في حدود القرن الخامس الميلادي امتد ليشمل مناطق شرق المملكة العربية السعودية و"البحرين"وماجاورها من مدن حضارية. ونفس الشيء يقال عن قبائل "المناذرة" التي خرجت من نفس المناطق المتاخمة لها واستقرت في أطراف الفرات الغربية.