#عــــــاجل الحقيقة

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

أرسلتها لدار المسنين... فأسقطك المجتمع "تحت الأقدام"

أرسلتها لدار المسنين... فأسقطك المجتمع "تحت الأقدام"
 
في زاوية نائية من المدينة، تتربع دار المسنين كملجأ أخير لأولئك الذين صنعتهم الحياة وحطمتهم قسوة الأبناء. هنا، تحت سقف الزمان الذي لا يرحم، تتلاقى حكايات الألم والحب المنسي، حيث يتوارى النسيان خلف ستار من الصمت والحزن.

هؤلاء الذين عاشوا حياتهم كشموع تضيء دروب أبنائهم، يسطرون اليوم فصولًا جديدة من قصصهم، ولكن على أوراق من الوحدة والمرارة.
كيف لأبناء أن يتنكروا للجميل الذي نقشوه آباؤهم وأمهاتهم بأيديهم على جدران الزمن؟ كيف يتوارى الحب تحت وطأة الأنانية وضغوط الحياة؟

عند مداخل دار المسنين، تتجسد مأساة الضياع، أمهات كنَّ يروين لأبنائهن حكايات المساء، وآباء كانوا يزرعون في قلوبهم بذور الطموح، يجدون أنفسهم اليوم في انتظار لحظات من الدفء في زحمة أيام باردة.

قد تكون الحجة هي الانشغال وضغوط الحياة، ولكن الحقيقة أشد قسوة.
إنها خيانة للقيم الإنسانية ولروابط الدم التي يجب أن تظل أبدية.
إنهم لا يحتاجون إلى مكان يؤويهم بقدر ما يحتاجون إلى قلوب تحتضنهم وأيدٍ تمسح دموعهم.
ما أقسى أن تتحول أيام الشيخوخة إلى صرخة في وجه النكران.
إنهم لا يريدون سوى الحب الذي زرعوه في قلوب أبنائهم، أن يروه يتجلى في عيونهم وفي أفعالهم.

في زوايا دار المسنين، تختبئ أرواح تبحث عن الدفء الذي فقدته في زحمة الحياة.
إنها دعوة لبعض الجبناء.؟
لإعادة النظر في القيم والمبادئ.

ليس هناك أسمى من رد الجميل، وليس هناك أرقى من أن نكون لأبائنا وأمهاتنا كما كانوا لنا.
دعونا نعيد رسم ملامح الإنسانية في قلوبنا، ونعيد الحياة لذكريات كانت وما زالت حية في قلوبهم.
فلنكن النور الذي يضيء أيامهم الأخيرة، ولنعيد للأمل بريقه في عيونهم المتعبة.

في النهاية، تبقى مسؤوليتنا الأخلاقية والإنسانية تجاه آبائنا وأمهاتنا هي الأهم.
دعونا نكن صوتًا للحق والحب، ولنكتب فصولًا جديدة من الوفاء في تاريخ حياتنا.
إنها صرخة الغروب، لنسمعها ولنستجب لها بحب وصدق.

أيها الابن الجبان، إن كنت قد قسوت على من رعاك بيديه وتحملت أنانيتهما، إن كنت قد أعميت قلبك عن حبهم وفضلت طريقك دونهم، فاعلم أن الحياة دائرة تدور، وما تعطيه يعود إليك مضاعفًا.

ومضة مهما كانت الظروف ستضل تحت أقدام المجتمع
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر