#عــــــاجل الحقيقة

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

البنكرياس فريسة للخوف

البنكرياس فريسة للخوف
الحقيقة - بقلم - ذكرى إبراهيم 
كثيرًا ما يراودنا ذلك الشعور الشهير الذي يجعل المرء متجمدًا في حياته، لا يعرف إلى أين سيصل.. لا شيء سوى التجمد. أراهن، عزيزي القارئ، بأن تلك الصورة باتت واضحة إليك.. نعم، إنه نفس ذلك الشعور الذي في ذهنك الآن والمسمى بـ(الخوف).

هناك الكثير من المقالات التي تكتب عن تأثير الخوف على صحة الإنسان، فالقلة القليلة ممن يتحدثون عما سأتحدث عنه اليوم.. ومما زادني حماسة للبحث وكتابة هذه المقالة هو تجربتي الشخصية من خلال تعرضي لخطر إصابتي بمرض السكري من النوع الثاني. أثبتت الكثير من الدراسات تأثير التوتر العصبي على أجهزة جسم الإنسان، فالجهاز العصبي من أهم أجهزة الجسم التي تربط الصحة النفسية بالصحة الجسدية. حيث إن التعرض للكثير من الضغط النفسي يؤدي إلى التوتر العصبي، والذي بدوره يسبب تغيرات فيسيولوجية في وظائف أعضاء جسم الإنسان، ومنها المعدة والبنكرياس.

عدم معرفتك، عزيزي القارئ، بإدارة مشاعرك الداخلية والتي منها الخوف الذي بدوره يولد القلق، قد يعرضك لخطر الإصابة بالأمراض الجسدية وتحديدًا مشاكل المعدة أو الإصابة بالسكري. نعم، فقد يؤدي تحفيز الأعصاب في جسم الإنسان، كما ذكرت سابقًا، إلى التأثير في تدفق الدم وضغطه، ويؤثر في إفراز الهرمونات، فإن الجهاز العصبي الودي من خلال بحثي رأيت بأنه يلعب دورًا مهمًا جدًا في وظيفة الغدد الصماء، ويعد البنكرياس أحد هذه الغدد.

الآن، وبعدما عرفت أيها القارئ أن التوتر العصبي الناتج عن الخوف قد يتسبب في إنتاج سكر الدم بكميات أكبر وقد يؤدي إلى ارتفاع نسبة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، سأذكر قصتي القصيرة مع السكري.

قبل سنتين من الآن كانت تأتيني أعراض لم يسبق لي الاعتياد عليها، فكنت أشعر بالعطش الشديد بالرغم من شربي لكميات هائلة من الماء، وكنت أتصبب عرقًا وأشعر بالحر الشديد رغم وقوفي أمام جهاز التكييف (المكيف). كنت أتردد إلى دورة المياه كثيرًا، وأحيانًا كانت يداي ترتجف لدرجة لم أكن أستطيع أن أحمل كوب القهوة الذي بدوره سقط من يدي نتيجة الاهتزازات التي كانت تصدرها.

في أحد الأيام هرعت إلى شقيقتي لأشكو لها ما يحدث لي، وهي بدورها طبيبة، فلعلها تشخصني وتعرف ما بي. فاجأتني قائلة بأنه من الممكن أنني قد تعرضت لارتفاع في سكر الدم، وما هو متعارف عليه بـ(ما قبل السكري). ذهبت في اليوم التالي إلى المستشفى لأشرع في الفحص، فاكتشفت أن مستوى السكر في دمي مرتفع عن المعدل الطبيعي بعدة درجات. ولله الحمد، بعد سنة كاملة عاد إلى مستواه الطبيعي.

لكن ما أريد قوله هو أنه أثناء دهشتي بارتفاع مستوى السكر لدي، كنت أفكر في الأسباب نظرًا لأنني لست من النوع الذي يحب السكريات جدًا. مما أصاب طبيبتي بالدهشة حينما رأت وزني وطولي متوافقين لدرجة المثالية، وأنه لا يوجد تاريخ للسكري في عائلتنا ولله الحمد. تراود في ذهني حينها أن القلق والتوتر كان المسبب الرئيسي لارتفاع سكر الدم. حينها أدركت مدى أهمية الاهتمام بالصحة النفسية، فهي إحدى الأساسيات التي قد يؤدي إهمالها إلى خطر الإصابة بأحد الأمراض كما حدث معي.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر