#عــــــاجل الحقيقة

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

الموائد الرمضانية والجلسات في شهر الخير

الموائد الرمضانية والجلسات في شهر الخير
 موائد الإفطار والجلسات في رمضان

سالم جيلان " أبو يزيد

رمضان…. الشهر الفضيل والمبارك والمختلف عن بقية الأشهر عند المسلمين ؛ فلهذا الشهر مكانة مختلفة بروحانيته وبركته وخصوصية العبادة والطاعة فيه.

يحرص المسلم في هذا الشهر على الطاعات رغبةً في الرحمة والمغفرة والعتق من النار تلمسًا ومناشدةً لله وحده فهو الذي وعد بها عباده المحسنين الصائمين القائمين العابدين القانتين في هذا الشهر المبارك.

اعتاد المسلمون على العديد من الطقوس الدينية والاجتماعية في أيام وليالي هذا الشهر الفضيل وجعلوها عادات وتقاليد تتم ممارستها في هذا الشهر دون غيره وهي عديدة ومتنوعة لكننا في هذا المقال نتناول اثنتين بارزتين شاهدتهما كما شاهدها غيري تنتشر في مجتمعاتنا بصبيا خاصةً وبمحافظات منطقة جازان الأخرى ونقلتهما لنا وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي بكثرة ولأنهما ضمن المبادرات الاجتماعية والثقافية الناجحة وللدور الكبير لمثلها سوف أستعرضها هنا.

*موائد الإفطار الرمضاني الجماعي* …. *الجلسات الرمضانية في وسط وأطراف الأحياء السكنية القديمة.*

يطرح شخص أو مجموعة أشخاص فكرة إقامة إفطار رمضاني جماعي يجتمع فيه أهالي حي أو مجموعة أحياء متجاورة ويتوافق مع هذا الموعد تواجد وعودة العديد من الرجال والشباب الذين أبعدهم عن صبيا أو جازان وأحيائها مواقع ومقرات أعمالهم ووظائفهم ولكنهم يحرصون على قضاء إجازتهم الرمضانية بين أهاليهم وأقاربهم فتكون الفرصة مواتية لحضور مثل هذا المناسبات الاجتماعية الرمضانية الخاصة ولعل الكثير منهم يواكب هذا التجمع بإحياء تراثٍ قديم أو استحضار فكرة حديثة مفيدة فيحدث اختلاط للثقافات وتبادل للخبرات بصورة ودية جمالية لا تظهر إلا في رمضان وإفطار رمضان…. ليس الهدف من يجلب طعامًا أفضل أو يأكل أكثر لأن المأمول والمنتظر أسمى وأرقى باجتماع الأشتات والتقاء الأطياف.

لفت نظري خلال هذه الموائد الرمضانية الحرص من الجميع على حفظ النعمة وصونها في حافظات طعام مخصصة بطريقة سليمة وآمنة بعد انتهاء هذه المناسبات وتوزيعها للمستحقين سواءً بتواجد جمعيات حفظ النعمة أو بجهود الشباب المتواجدين الحريصين على عدم الإسراف والتبذير.

توثيق وتصوير وإجراء اللقاءات وأخذ استطلاعات الرأي في هذه التجمعات السنوية النادرة وصنع المونتاجات لها وتداولها يعطي دلالة واضحة وإيجابية على حرارة اللقاء حين تشاهد شخصًا يلتقي آخر أو آخرين بعد فراق سنواتٍ طويلة وينقل كذلك ثقافةً رائعة يمكن محاكاتها في مجتمعات أخرى وتنفيذها في بقية الشهر المبارك أو في قادم السنوات بعون الله…. إضافةً للعديد من الأمور الإيجابية والمحفزة لتكرار مثل هذه اللقاءات التي لا تحدث سوى في شهر الخير رمضان.

الجانب الآخر …. تلك الجلسات الرمضانية الرائعة التي تجمع أهالي الحي وزوارهم بعد الإفطار مباشرةً أو بعد التراويح فيجلسون فيها ويتجاذبون أطراف الحديث ويسترجعون ذكريات السنين الخالية… يتذكرون فقيرًا فيطرحون فكرةً لمساعدته أو يأتون على ذكر ميتٍ فيترحمون عليه ويثنون عليه بالخير… وفي هذه الجلسات تجتمع الأُلفة والأُنس والمرح فيسود الود.

عادتان جميلتان تتمثلان في موائد الإفطار الرمضاني والجلسات الرمضانية شاهدت انتشارها ولمست جوانبها الإيجابية فتحدثت عنها ولا أجزم عدم وجود بعض السلبيات فيهما لكنني تعمدت عدم التعريج عليها أو ذكرها في هذا المقال لأنها قليلة ونادرة الحدوث أمام طغيان الإيجابيات التي استوقفتني ومنحتني نافذةً واسعةً للحديث عن عطرٍ فواحٍ من هذه المبادرات الجميلة.

شكرًا جزيلًا لكل من بادر وتطوع وساهم وبذل لتنفيذ وتفعيل مثل هذه العادات الاجتماعية الرمضانية وكتب الله الأجر والثواب للجميع.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر