عالم بلا مشاعر: هيمنة المصالح على القلوب

بقلم / سمحه العرباني
يخطئ من يظن أن الفقر هو خلو الجيوب من المال.
ففي زمننا هذا ظهر فقر أشد قسوة وأعمق أثرًا، وهو فقر المشاعر.
لقد استيقظنا على عالم مغمور بالأضواء والمباني الشاهقة، لكنه يعيش في غابة باردة من العلاقات النفعية.
لم يعد الإنسان يُقاس بروحه أو نبل مواقفه، بل تحول إلى رقم في معادلة، أو درجة في سلم المصالح.
نعيش مفارقة عجيبة.
كل شيء له ثمن، لكن لا شيء يمتلك قيمة.
فأصبحت القلوب أوعية فارغة تُملأ بالمصلحة لا بالمودة.
لم تعد العلاقات تنمو بعفوية.
بل غدت استثمارًا يخضع لحسابات الربح والخسارة.
اختفى السؤال العابر للاطمئنان، وحل مكانه تواصل مشروط بطلب أو منفعة.
أصبحت الروابط البشرية هشّة، تنتهي بانتهاء الغرض منها.
وتحوّل الفرد في هذا العصر إلى سلعة تُقاس قيمتها بما يملك، لا بما يحمل من فكر وخُلق.
أصبح البرواز أهم من الصورة.
والمناصب والمقتنيات أهم من الجوهر الإنساني والنقاء الروحي.
وزادت وسائل التواصل هذا الجفاء عمقًا.
فحوّلت العواطف إلى تفاعلات باردة.
واستبدلت القرب الحقيقي باستعراض حياة مثالية خلف الشاشات.
بات الاغتراب النفسي واقعًا ثابتًا؛ فالناس حاضرون كأرقام، وغائبون كأرواح وسند.
في غابة المصالح يتسلل القلق إلى النفوس.
فمن يحبك لمنفعة سيرحل عند أول تعثر.
هذا الواقع أضعف روح التكافل، وجعل الفرد يعيش عزلة شعورية قاسية.
باحثًا عن نجاته في عالم لا يعترف بضعف الضعفاء ولا بإخلاص الأوفياء.
إن العيش في عالم بلا مشاعر يشبه الإقامة داخل قصر من جليد.
لامعًا في ظاهره، لكنه خالٍ من الدفء والحياة.
قد تمنحنا المصالح رفاهية أو سلطة، لكنها لا تهب الطمأنينة ولا الانتماء.
والعودة إلى نقاء المشاعر ليست رفاهية، بل ضرورة للبقاء النفسي.
ففي نهاية المطاف، لا يتذكر الإنسان من استغلّه.
بل يتذكر من لمس قلبه بصدق في لحظة احتياج.
يخطئ من يظن أن الفقر هو خلو الجيوب من المال.
ففي زمننا هذا ظهر فقر أشد قسوة وأعمق أثرًا، وهو فقر المشاعر.
لقد استيقظنا على عالم مغمور بالأضواء والمباني الشاهقة، لكنه يعيش في غابة باردة من العلاقات النفعية.
لم يعد الإنسان يُقاس بروحه أو نبل مواقفه، بل تحول إلى رقم في معادلة، أو درجة في سلم المصالح.
نعيش مفارقة عجيبة.
كل شيء له ثمن، لكن لا شيء يمتلك قيمة.
فأصبحت القلوب أوعية فارغة تُملأ بالمصلحة لا بالمودة.
لم تعد العلاقات تنمو بعفوية.
بل غدت استثمارًا يخضع لحسابات الربح والخسارة.
اختفى السؤال العابر للاطمئنان، وحل مكانه تواصل مشروط بطلب أو منفعة.
أصبحت الروابط البشرية هشّة، تنتهي بانتهاء الغرض منها.
وتحوّل الفرد في هذا العصر إلى سلعة تُقاس قيمتها بما يملك، لا بما يحمل من فكر وخُلق.
أصبح البرواز أهم من الصورة.
والمناصب والمقتنيات أهم من الجوهر الإنساني والنقاء الروحي.
وزادت وسائل التواصل هذا الجفاء عمقًا.
فحوّلت العواطف إلى تفاعلات باردة.
واستبدلت القرب الحقيقي باستعراض حياة مثالية خلف الشاشات.
بات الاغتراب النفسي واقعًا ثابتًا؛ فالناس حاضرون كأرقام، وغائبون كأرواح وسند.
في غابة المصالح يتسلل القلق إلى النفوس.
فمن يحبك لمنفعة سيرحل عند أول تعثر.
هذا الواقع أضعف روح التكافل، وجعل الفرد يعيش عزلة شعورية قاسية.
باحثًا عن نجاته في عالم لا يعترف بضعف الضعفاء ولا بإخلاص الأوفياء.
إن العيش في عالم بلا مشاعر يشبه الإقامة داخل قصر من جليد.
لامعًا في ظاهره، لكنه خالٍ من الدفء والحياة.
قد تمنحنا المصالح رفاهية أو سلطة، لكنها لا تهب الطمأنينة ولا الانتماء.
والعودة إلى نقاء المشاعر ليست رفاهية، بل ضرورة للبقاء النفسي.
ففي نهاية المطاف، لا يتذكر الإنسان من استغلّه.
بل يتذكر من لمس قلبه بصدق في لحظة احتياج.