×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

جبال سلا.. لوحة المطر الخالدة شرق العارضة

إعداد / بتول الثوابي 

جمال يأسر الأبصار :

تتربع جبال سلا شرق محافظة العارضة كإحدى أجمل الوجهات الطبيعية البكر في منطقة جازان، حيث تنسج الطبيعة هناك لوحةً فريدةً من الجمال الأخّاذ، تتداخل فيها ظلال الضباب وقطرات المطر مع خضرة المدرجات الزراعية وصوت الطيور الذي يملأ الأفق.
إنها لوحة المطر التي رسمتها الطبيعة بيدٍ إلهيةٍ مبدعة، لتغدو مقصداً لعشّاق التأمل ومريدي الجمال الهادئ.

طبيعة غنية بالتنوع :

ترتفع جبال سلا نحو 1800 مترٍ عن سطح البحر، ما يمنحها أجواءً معتدلة على مدار العام.
وتتساقط عليها الأمطار بغزارة تغذي الأودية المتدفقة مثل وادي الروغ، الذي يحتضن شلالاتٍ عذبةً دائمة الجريان، تسرّ الناظرين وتضفي على المشهد طابعًا حيوياً نابضاً بالحياة.

زراعة تزهو بالخيرات :

تشتهر الجبال بزراعة السفرجل بكمياتٍ وفيرة، إلى جانب البن والباباي وأشجار التمر الهندي، فضلًا عن النباتات العطرية ومحاصيل الذرة التي تزين سفوح الجبال، مانحةً المكان طابعاً ريفياً متجدّد النكهة، يعكس مهارة الإنسان الجيزاني في استثمار الطبيعة دون أن يفقدها نقاءها.

عمارة تتحدث بلغة التاريخ :

وفي أحضان جبال سلا تنتصب المباني الحجرية القديمة بشموخها الأصيل، تحكي حكاية تاريخٍ معمورٍ بالتراث والإبداع.
ومن أبرز معالمها المجلس الصخري في قرية المعقَرة، الذي حوّله أحد الأهالي إلى منزلٍ منحوتٍ في الصخر بإتقان هندسي فريد، يجسّد تمازج الحرفية المحلية مع عبقرية المكان، ليصبح معلمًا سياحياً يقصده الزوار بين مدرجات البن ومزارع السفرجل.

قرى تحاكي الجمال :

تتبع لجبال سلا قرى عدّة مثل السَّلمين والظهراني والعباسية، تتميز بإطلالاتها الساحرة وتنوعها النباتي الغني، ما يجعلها بيئةً مثاليةً لمحبي الطبيعة والمغامرة.

سحر المطر وضباب المواسم :

مع تساقط الأمطار الكثيفة وارتقاء الضباب قمم الجبال، تزداد سلا جمالاً وبهاءً، في مشهدٍ يفيض بالحياة ويجعل كل زاويةٍ منها قصيدةً بصريةً ناطقة بعظمة الخالق.
فهنا، كل قطرة مطر تضيف لمسة جديدة إلى اللوحة الكبرى، لتبقى جبال سلا رمزًا للجمال المتجدد، وشاهداً على عراقة الأرض وخصوبة الروح الجازانية.
التعليقات