الذوق في المجالس .. حديث لا يُنطق بالكلام

بقلم : عامر آل عامر
في زوايا المجالس تنكشف أخلاق الرجال قبل كلماتهم، وتُقاس الذوقيات لا بالمظاهر ولا الألقاب، بل بتفاصيل صغيرة تمرّ على العيون عابرة، لكنها تترك في القلوب أثرًا لا يُمحى.
من أكثر المواقف شيوعًا وإن كانت غير مقصودة أن يجلس ثلاثة في مجلس أو في سيارة، فيُسند المتحدث حديثه إلى أحدهم قائلًا:
"يا أبا محمد..." ثم يُكمل حديثه وكأن الثالث ليس حاضرًا، دون أن يُتبع عبارته بكلمة تُنصف الغائب عن النداء، كأن يقول: "ولا يهون أبو فلان."
تلك اللحظة العابرة كفيلة بأن تزرع في نفس الثالث شعورًا خفيًا بالتهميش، وكأن وجوده هامشي في فضاء الحديث، رغم أن المجلس ضيّق لا يحتمل التجاهل، والقلوب رقيقة لا تحتمل الإقصاء.
وما بين سطور الصمت، يتكوّن حاجز لطيف لكنه مؤلم، لا يُكسره إلا كلمة لينة تُعيد التوازن بين الحاضرين.
ولعل من بدائع حكمة الشريعة أنها نهت عن تناجي اثنين دون الثالث، إدراكًا لما يُحدثه ذلك من كسرٍ للخاطر وإشعارٍ بالعزلة، فكيف بمن يُهمَّش في حديثٍ يسمعه ولا يُخاطَب فيه؟
إن المجالس ليست موضعًا لتبادل الأحاديث فحسب، بل هي ميدان للذوق، ومدرسة للأدب، ومرآة تُظهر مدى رقيّ النفوس.
فما أجمل أن يُدرك المتحدث أن للكلمة ظلًا يمتدّ أبعد من نبرة الصوت، وأن أدب المشاركة في الحديث ليس مجرد لباقة اجتماعية، بل قيمة تُعبّر عن عمق التقدير وصدق النية.
فالكلمة التي تُشرك الآخرين لا تُقال عبثًا، بل تُبنى بها جسور المودة.
وحين يتسع الحديث للجميع، تتسع القلوب قبل الأصوات، وتبقى المجالس شاهدًا على أن أجمل ما يقال ليس ما يُسمع، بل ما يُشعِر الإنسان بأنه حاضر في قلوب من حوله.
من أكثر المواقف شيوعًا وإن كانت غير مقصودة أن يجلس ثلاثة في مجلس أو في سيارة، فيُسند المتحدث حديثه إلى أحدهم قائلًا:
"يا أبا محمد..." ثم يُكمل حديثه وكأن الثالث ليس حاضرًا، دون أن يُتبع عبارته بكلمة تُنصف الغائب عن النداء، كأن يقول: "ولا يهون أبو فلان."
تلك اللحظة العابرة كفيلة بأن تزرع في نفس الثالث شعورًا خفيًا بالتهميش، وكأن وجوده هامشي في فضاء الحديث، رغم أن المجلس ضيّق لا يحتمل التجاهل، والقلوب رقيقة لا تحتمل الإقصاء.
وما بين سطور الصمت، يتكوّن حاجز لطيف لكنه مؤلم، لا يُكسره إلا كلمة لينة تُعيد التوازن بين الحاضرين.
ولعل من بدائع حكمة الشريعة أنها نهت عن تناجي اثنين دون الثالث، إدراكًا لما يُحدثه ذلك من كسرٍ للخاطر وإشعارٍ بالعزلة، فكيف بمن يُهمَّش في حديثٍ يسمعه ولا يُخاطَب فيه؟
إن المجالس ليست موضعًا لتبادل الأحاديث فحسب، بل هي ميدان للذوق، ومدرسة للأدب، ومرآة تُظهر مدى رقيّ النفوس.
فما أجمل أن يُدرك المتحدث أن للكلمة ظلًا يمتدّ أبعد من نبرة الصوت، وأن أدب المشاركة في الحديث ليس مجرد لباقة اجتماعية، بل قيمة تُعبّر عن عمق التقدير وصدق النية.
فالكلمة التي تُشرك الآخرين لا تُقال عبثًا، بل تُبنى بها جسور المودة.
وحين يتسع الحديث للجميع، تتسع القلوب قبل الأصوات، وتبقى المجالس شاهدًا على أن أجمل ما يقال ليس ما يُسمع، بل ما يُشعِر الإنسان بأنه حاضر في قلوب من حوله.