×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

القهوة.. إرث ثقافي عالمي وحضور سعودي أصيل

القهوة.. إرث ثقافي عالمي وحضور سعودي أصيل
إعداد - ناجي الخلف 
يحتفي العالم في الأول من أكتوبر من كل عام بـ اليوم العالمي للقهوة، ذلك المشروب الذي تحوّل من مجرد حبوب محمصة إلى رمز للتواصل الثقافي والاجتماعي والاقتصادي. فالقهوة اليوم ليست مجرد عادة يومية، بل جزء من الهوية الإنسانية، تجمع الشعوب على اختلاف لغاتها وثقافاتها حول فنجانٍ واحدٍ يعبّر عن الضيافة والكرم والألفة.

وفي المملكة العربية السعودية، تكتسب القهوة بُعدًا أكبر كونها رمزًا للكرم الأصيل وركيزةً في ثقافة المجتمع، حيث ارتبطت بمجالس الكبار، وطقوس المناسبات، وأصبحت علامة فخر واعتزاز وطني، خصوصًا مع تسجيل القهوة السعودية في قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو.

عسير.. موطن البن السعودي الأصيل


تُعد منطقة عسير واحدة من أبرز المواطن الطبيعية لشجرة البن في الجزيرة العربية، حيث تزدهر زراعته في جبالها الشاهقة ومناخها المعتدل الذي يوفّر بيئة مثالية لإنتاج أجود أنواع البن. وقد شكّل “البن العسيري” علامة فارقة في جودة الطعم والرائحة، وجعل المنطقة لاعبًا رئيسيًا في صناعة القهوة محليًا وعالميًا.

دور جمعية البن في تمكين المزارعين

برزت جمعية البن بمنطقة عسير كأحد أهم الكيانات الداعمة لهذا القطاع الزراعي الواعد، حيث أخذت على عاتقها مسؤولية تمكين مزارعي البن، ودعمهم بالمعرفة والبرامج التدريبية، إضافةً إلى تسويق منتجاتهم وفتح قنوات جديدة أمامهم في الأسواق المحلية والخارجية.

وتعمل الجمعية على تعزيز ثقافة الاستدامة الزراعية، وحماية أشجار البن من الاندثار عبر توفير الاستشارات الفنية، وتشجيع المزارعين على التوسع في زراعة البن بأساليب حديثة تحافظ على جودة المنتج وتواكب المعايير العالمية. كما تسهم الجمعية في إبراز البن العسيري كإرث وطني، من خلال مشاركاتها في المهرجانات والفعاليات المحلية والدولية، لعرض المنتج كجزء من الهوية السعودية.

القهوة.. بين الماضي والمستقبل


إن الاحتفاء باليوم العالمي للقهوة لا يقتصر على التذوق والاستمتاع، بل هو فرصة لتسليط الضوء على قصص المزارعين الذين يقفون خلف كل حبة بن، ويبذلون جهودًا كبيرة للحفاظ على هذا الإرث. وهنا يأتي دور جمعية البن بعسير لتجعل من القهوة العسيرية جسرًا بين الماضي العريق والمستقبل المزدهر، مؤكدةً أن الاستثمار في البن ليس مجرد تجارة، بل استثمار في الهوية الوطنية والتنمية المستدامة.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر