×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

اليوم الوطني الـ95.. وطن يتنفس المجد

اليوم الوطني الـ95.. وطن يتنفس المجد
بقلم : عامر آل عامر 
في الخامس والتسعين من عمره المديد، يقف الوطن شامخًا كجبلٍ لا تنحني قمته للريح، وكبحرٍ لا يجف ماؤه مهما تناوبت عليه الفصول.
اليوم الوطني ليس مجرد تاريخٍ على صفحة تقويم، بل هو ذاكرة أمةٍ تشعّ في كل قلب، وهويةٌ تتجدد في كل جيل، ووعدٌ يزهر في كل غد.
منذ أن وحّد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- أرض الجزيرة المترامية، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، ظل الوطن يمضي كما تمضي النجوم في مداراتها؛
لا تحيد ولا تضل، بل ترسم للإنسان السعودي دربًا من العزة والكرامة.
اليوم الوطني الـ95 ليس احتفالًا بالذكرى فحسب، بل هو احتفال بقدرة الوطن على أن يكون فكرةً وحلمًا ومشروعًا في آن واحد. فكرةٌ بدأت بلمّ الشتات وتوحيد الصفوف، وحلمٌ تمدد حتى صار رؤيةً تحمل اسم 2030، ومشروعٌ حيّ يترجم على هيئة مدنٍ ذكية، وجامعاتٍ تضيء عقول الشباب، ومبادراتٍ تغرس في الأرض أخضرها وفي الإنسان وعيه.
الوطن هنا ليس جغرافيا فحسب، بل هو حالة وجدانية.
الوطن هو صوت المؤذن حين يصدح في الفجر، وهو أناشيد الطلبة في الصباح المدرسي، وهو سواعد الجنود على الثغور، وهو عيون الأمهات التي ترى المستقبل في أبنائها.
اليوم الوطني 95 هو موعد مع أنفسنا لنقول: نحن أبناء هذه الأرض، نكبر بها وتكبر بنا.
نستلهم من صحرائها صبرًا، ومن جبالها ثباتًا، ومن وديانها حياةً، ومن سمائها حلمًا لا ينتهي.
وفي هذا العام، تحت شعار "عزنا بطبعنا"، يتجسد المعنى: أن العزة ليست طارئة علينا، بل هي سمة أصيلة في دمائنا، موروثة كما يورّث النخل ثمره، وكما يورّث المطر عطاؤه.
اليوم الوطني هو لحظة التقاء: تلتقي فيها ذاكرة الماضي بوعي الحاضر، وتصافح فيها خطوات الأجداد أقدام الأحفاد، وتتعانق فيها الأرض مع سمائها، ليبقى الوطن خالدًا في قلوبنا، نابضًا في أحلامنا، حاضرًا في تفاصيلنا الصغيرة قبل منجزاتنا الكبرى.
فلنرفع الراية، لا لأنها قطعة قماش، بل لأنها قصة وطن، لأن اللون الأخضر الذي يكسوها ليس مجرد صبغة، بل هو رمز حياةٍ ممتدة لا تنقطع.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر