×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

حين يرحل الزمن وتبقى الأسئلة

حين يرحل الزمن وتبقى الأسئلة
بقلم : عامر آل عامر 
نمضي في أعمارنا محمّلين بأسئلةٍ لا تعرف الانطفاء، كأنها نارٌ خفيّة تضيء لنا الطريق مرة، وتُظلم بنا مرات.
نسائل الليل عن سر غربته، ونستوقف الصبح عن سر إشراقه، فنكتشف أن الزمن يمرّ صامتًا، لا يجيب ولا يفسر، بل يترك لنا وجوهًا باهتة وذكريات تتكاثر كالغبار على صفحات العمر.
كم من سؤالٍ ألقيناه على عتبة الأمس، على أمل أن يأتينا الغد بجوابه؟ لكن الغد حين أطلّ، جاء عابرًا، مضى سريعًا، تاركًا وراءه أسئلةً أعمق وغموضًا أشدّ، حتى غدونا ندرك أن الأجوبة لا تسكن في دفاتر الزمن، بل في صمت أعماقنا.
ربما لم يُخلق الزمن ليجيبنا، بل ليعلّمنا أن بعض الإجابات ليست في محيطنا، بل هي بذور مخبّأة في أرواحنا، تنبت حين ننصت لصوتنا الداخلي، لا حين ننتظر حكمة العابرين.
الحياة ليست صفوفًا من الإجابات الجاهزة، بل هي رحلة طويلة من التساؤل والتأمل. والزمن ليس معلّمًا يلقّننا، بل مرآة تعكس ملامحنا المتغيرة، وتدعونا لاكتشاف ذواتنا قبل أن نفقدها في زحام الأيام.
إن أجمل ما يتركه لنا الغموض هو هذه الرغبة العميقة في البحث، وهذا العطش الدائم للمعنى.
فلو أُعطيت لنا كل الإجابات، لانطفأت شعلة السؤال، وخمدت دهشة الاكتشاف، وفقدت الحياة سرّها الأجمل: سرّ الرحلة.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر