×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

وادي "رَحَب".. طبيعة آسرة وفرص تنتظر الاستثمار

بقلم : بتول الثوابي 
يظل وادي "رَحَب" في رجال ألمع واحدًا من أبرز الشواهد على تنوع الطبيعة في عسير، فكلما هطلت الأمطار الغزيرة، عاد الوادي إلى الحياة متدفقًا بشلالاته، متوشحًا بالخضرة، ومرسمًا لوحة بديعة تأسر أنظار الزوار.
ومن يقف هناك يدرك أن الجمال ليس ترفًا بصريًا، بل تجربة وجدانية يشعر بها المرء وهو يستمع لخرير الماء ويرى انعكاس السماء على الصخور المبتلة.

هذا الجمال العفوي جعل من "رَحَب" وجهة سياحية يقصدها عشاق الطبيعة والباحثون عن المتعة البسيطة في أحضان الجبال.
رجال ألمع بما تحمله من إرث ثقافي وتاريخي، تجد في هذا الوادي إضافة نوعية تثري مقوماتها السياحية، وتعزز حضورها كمنطقة واعدة ضمن المشهد السياحي للمملكة.

ومع ذلك، فإن جمال "رَحَب" يظل بحاجة إلى من يُكمله. فالوصول إلى الوادي ما زال صعبًا لوعورة الطريق، ولا تضيئه إنارة ولا ترشده لوحات، كما أن غياب المرافق الترفيهية يحرم الأسر من الاستمتاع الكامل بزيارتهم.
هنا تبرز الحاجة إلى تطوير البنية التحتية، ليس فقط لتسهيل الوصول، بل أيضًا لتوظيف المكان كمورد اقتصادي وسياحي يعود بالنفع على المجتمع المحلي.

إن "رَحَب" لا يطلب الكثير؛ فهو يملك الجمال الطبيعي، لكنه ينتظر من الإنسان أن يمنحه الخدمات التي تليق بمكانته.
وبهذا التوازن بين الطبيعة والعمران، يمكن للوادي أن يتحول إلى نموذج للسياحة البيئية المستدامة، التي تحفظ جمال المكان وتفتح أبوابه أمام الزوار من كل مكان.

في رأيي، وادي "رَحَب" فرصة ثمينة يجب ألا تُهمل، فهو شاهد على عظمة الطبيعة في عسير، وهو في الوقت نفسه وعدٌ بمستقبل سياحي مزدهر إذا ما أُحسن استثماره وتطويره.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر