الصحفي والإعلامي .. جدلية المهنة والرسالة

إعداد / عبدالعزيز الرحيل
منذ نشأة الصحافة والإعلام كأدوات لتبادل الأفكار ونقل الحقائق، ظلّ هناك سؤال جوهري يشغل المهتمين: ما الفرق بين الصحفي والإعلامي؟ وهل يمكن اعتبارهما وجهين لعملة واحدة، أم أن بينهما حدودًا دقيقة يجب أن تُفهم؟
الصحافة.. مهنة البحث عن الحقيقة
الصحفي هو الباحث الدؤوب عن الحقيقة. يمارس عمله من خلال جمع المعلومات وتحليلها والتحقق منها، ثم صياغتها بلغة دقيقة وموضوعية.
يرتبط عمله ارتباطًا وثيقًا بما يُسمى في الدراسات الإعلامية بـ الوظيفة الإخبارية، التي تقوم على مبدأ “إعلام الناس بما يحدث حولهم”.
هنا يظهر البعد العلمي للصحافة، فهي تخضع لقواعد المنهجية والتوثيق، وتستلزم مهارات في التفكير النقدي والتحقق من المصادر.
الإعلام.. فضاء أوسع من الخبر
أما الإعلامي، فهو صاحب رسالة أوسع من مجرد الخبر. قد يكون مقدمًا لبرنامج سياسي، أو مناقشًا لقضايا فلسفية، أو حتى ناقلًا لرسالة ترفيهية.
الإعلام، بحسب الباحثين، يقوم على التأثير في الرأي العام أكثر من مجرد نقله للمعلومة. ولذلك نجد أن الإعلامي يُعنى بالخطاب، باللغة، بالأسلوب، وبقدرة التواصل مع الجمهور.
البعد الفلسفي.. الحقيقة بين النقل والتأويل
الفيلسوف الألماني هابرماس يرى أن وسائل الإعلام ليست مجرد أدوات لنقل الحقائق، بل هي فضاءات للحوار العام وصناعة المعنى.
وهذا ما يميز الصحفي عن الإعلامي.
الصحفي يقف عند نقل الحقيقة والتحقق منها.
الإعلامي يتجاوز ذلك ليصل إلى تأويل الحقيقة وصياغتها في خطاب يتفاعل مع عقول الناس ومشاعرهم.
وبينما يلتزم الصحفي بصرامة الموضوعية، فإن الإعلامي يتحرك في فضاء أوسع يسمح له بطرح الرأي، بل وأحيانًا صناعة الرأي.
الخلاصة
يمكن القول إن الصحفي هو الذاكرة الحية للأحداث، بينما الإعلامي هو الصوت الذي يمنحها صدى ومعنى.
وإذا كان الصحفي يكتب للتاريخ، فإن الإعلامي يخاطب الحاضر ويؤثر في المستقبل.
منذ نشأة الصحافة والإعلام كأدوات لتبادل الأفكار ونقل الحقائق، ظلّ هناك سؤال جوهري يشغل المهتمين: ما الفرق بين الصحفي والإعلامي؟ وهل يمكن اعتبارهما وجهين لعملة واحدة، أم أن بينهما حدودًا دقيقة يجب أن تُفهم؟
الصحافة.. مهنة البحث عن الحقيقة
الصحفي هو الباحث الدؤوب عن الحقيقة. يمارس عمله من خلال جمع المعلومات وتحليلها والتحقق منها، ثم صياغتها بلغة دقيقة وموضوعية.
يرتبط عمله ارتباطًا وثيقًا بما يُسمى في الدراسات الإعلامية بـ الوظيفة الإخبارية، التي تقوم على مبدأ “إعلام الناس بما يحدث حولهم”.
هنا يظهر البعد العلمي للصحافة، فهي تخضع لقواعد المنهجية والتوثيق، وتستلزم مهارات في التفكير النقدي والتحقق من المصادر.
الإعلام.. فضاء أوسع من الخبر
أما الإعلامي، فهو صاحب رسالة أوسع من مجرد الخبر. قد يكون مقدمًا لبرنامج سياسي، أو مناقشًا لقضايا فلسفية، أو حتى ناقلًا لرسالة ترفيهية.
الإعلام، بحسب الباحثين، يقوم على التأثير في الرأي العام أكثر من مجرد نقله للمعلومة. ولذلك نجد أن الإعلامي يُعنى بالخطاب، باللغة، بالأسلوب، وبقدرة التواصل مع الجمهور.
البعد الفلسفي.. الحقيقة بين النقل والتأويل
الفيلسوف الألماني هابرماس يرى أن وسائل الإعلام ليست مجرد أدوات لنقل الحقائق، بل هي فضاءات للحوار العام وصناعة المعنى.
وهذا ما يميز الصحفي عن الإعلامي.
الصحفي يقف عند نقل الحقيقة والتحقق منها.
الإعلامي يتجاوز ذلك ليصل إلى تأويل الحقيقة وصياغتها في خطاب يتفاعل مع عقول الناس ومشاعرهم.
وبينما يلتزم الصحفي بصرامة الموضوعية، فإن الإعلامي يتحرك في فضاء أوسع يسمح له بطرح الرأي، بل وأحيانًا صناعة الرأي.
الخلاصة
يمكن القول إن الصحفي هو الذاكرة الحية للأحداث، بينما الإعلامي هو الصوت الذي يمنحها صدى ومعنى.
وإذا كان الصحفي يكتب للتاريخ، فإن الإعلامي يخاطب الحاضر ويؤثر في المستقبل.