×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

الطبيعة في نجران

الطبيعة في نجران
بقلم : ناصر آل عون 
حينما تُذكر نجران، تتجلّى في الأذهان صورةٌ نابضة بالحياة، حيث تمتزج روعة الطبيعة بأصالة التاريخ، وتتمازج الجبال الشامخة مع الواحات الخضراء، فتُرسم لوحة فريدة قلّ أن تجد لها مثيلًا في باقي مناطق المملكة.

في نجران، تُحاكي الطبيعة الإنسان بلغة الجمال. تبدأ الرحلة من سلاسل جبال “رجلا” و”الخشب”، التي تتوشّح بالخضرة في مواسم المطر، وتمنح الزائر شعورًا بالسكينة والرهبة في آنٍ واحد. تسير جنوبًا فتلتقي بـوادي نجران، شريان الحياة الأول، الذي يحتضن عشرات المزارع، ويُحيي القرى التي تنتشر على ضفتيه.

أما في فصل الربيع، فترتدي نجران ثوبها الأخضر، وتفوح من جنباتها روائح الأعشاب البرية والزهور النادرة، فتتحول الأرض إلى سجادةٍ من الجمال الطبيعي لا تملّ العين النظر إليها. وفي المساء، تعانق الشمس الجبال لحظة الغروب، فترسم لوحة من أروع ما جادت به الطبيعة، مشهدٌ يثير في النفس الطمأنينة والدهشة معًا.

ولعلّ أكثر ما يُدهش الزائر هو تنوع البيئات الطبيعية في نجران؛ ففيها السهول والجبال، وفيها الكهوف والعيون الجوفية، وفيها واحات النخيل وحقول البرسيم، وكأنها قطعة من الطبيعة البكر، ما زالت تحتفظ بعذريتها وجمالها الفطري.

الاهتمام المتزايد من الأهالي والزوار مؤخرًا بالسياحة البيئية، أعاد تسليط الضوء على نجران كوجهة مثالية لعشّاق الطبيعة، مما يدفعنا للمطالبة بمزيدٍ من الجهود للحفاظ على هذا الإرث البيئي النادر، وتطوير مرافق سياحية تحترم خصوصية المكان وطبيعته.

نجران ليست مجرد مدينة… بل هي أنشودة تتغنى بها الطبيعة، وذاكرة حيّة تنبض بالحياة.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر