×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

أولادك... إما نعمة لك أو نقمة عليك

أولادك... إما نعمة لك أو نقمة عليك
بقلم ✍️ : عامر آل عامر 
في زحام الحياة وتفاصيلها المتشابكة، قد يغفل كثيرٌ من الآباء والأمهات عن أعظم استثمارٍ يملكونه، وهو: تربية أبنائهم.

فالأبناء ليسوا أرقامًا في سجل الأحوال المدنية، ولا ديكورًا اجتماعيًا نفتخر به في المناسبات، بل هم مسؤولية عظيمة وأمانة جسيمة، قد تكون طريقنا إلى الجنة... أو سببًا في هلاكنا.

هل علمناهم الصلاة قبل أن نعلمهم الرياضة؟
هل غرسنا في قلوبهم حب الله والقرآن، قبل أن نعلمهم حب الشهرة والمظاهر؟
هل كنا قدوة لهم، أم كنا مصدر تناقضاتهم؟
هذه الأسئلة ليست رفاهية فكر، بل بوابات مصيرية لمستقبل لن نعيشه، لكنه سيتحدث عنا.

كم من أم وأب ينامون مطمئنين لأن أبناءهم صالحون، يذكرونهم بخير، ويدعون لهم بعد الممات.
وكم من والدين باتوا في قبورهم يُلعنون في السر والعلن، لأن أبناءهم سلكوا دروب الضياع، وتركوا وراءهم سيرة مشوهة، وعارًا لا يُمحى.

ليست التربية مجرد توفير الطعام واللباس والتعليم، بل هي غرس قيم، وتقويم سلوك، ومتابعة دائمة، واحتضان في الأزمات.
التربية لا تنتهي عند سن معينة، ولا تُفوض بالكامل للخادمة أو الأجهزة أو الشارع.

وقد قال النبي ﷺ:

إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولدٌ صالح يدعو له.
فمن لم يحرص على زرع هذه الدعوة في قلوب أبنائه حيًا، فبماذا يرجو نفعهم ميتًا؟

إننا نرى اليوم – للأسف – أسرًا تدفع ثمن الإهمال، وتئن من جراح الخيبات، بعد أن تركت أبناءها فريسة للشارع والمخدرات والانحراف.
في المقابل، نرى أسرًا أخرى تفيض قلوبها فخرًا ورضا بأبنائها الذين أصبحوا شهودًا للخير، ورسلًا للقيم، وألسنة دعاء لا تنقطع.

تذكروا:

الولد إما شاهِدًا لك أو شاهِدًا عليك...
وعدوك الحقيقي، هو ولدك الفاسد، لا خصمك في الدنيا.

فاختر الآن، قبل أن يُكتب مصيرك بيد من ربيتهم.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر