×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

عودة شركات المراهنات… وسهامها تُصوّب نحو الهلال

عودة شركات المراهنات… وسهامها تُصوّب نحو الهلال
بقلم / حسام الراشدي 
في خطوة أثارت الكثير من علامات الاستفهام، عادت إحدى كبريات شركات المراهنات العالمية إلى المشهد الكروي، واختارت أن تستهل عودتها بتسليط الضوء – أو لنقل “النيران” – على نادي الهلال السعودي، بوضع رهانات مرتفعة على خروجه من كأس العالم للأندية.

المفارقة التي لم تغب عن أنظار المتابعين أن هذه الشركة، المعروفة بسوابقها في التأثير على المشهد الرياضي، عادت في توقيت دقيق يتزامن مع تغيّرات إدارية وشبهات تنظيمية تحوم حول بعض لجان الفيفا. إذ تشير بعض المصادر إلى وجود تنسيق غير مباشر بين بعض مسؤولي الشركة ومسؤولين سابقين في لجان المسابقات، ما يعيد إلى الأذهان سيناريوهات تلاعب قديمة كانت الفيفا تسعى جاهدًة إلى محوها من الذاكرة الرياضية.

وتداولت مواقع رياضية عالمية خبر مراهنة الشركة على “سقوط الهلال” كأحد أبرز الاحتمالات، بل تم رفع نسبة العائد المالي على هذا الرهان بشكل ملفت، في خطوة وصفها بعض المحللين بأنها محاولة لتوجيه الرأي العام والمراهنين نحو سيناريو معين، وهو ما قد يؤثر – نفسيًا على الأقل – في قرارات تحكيمية أو تنظيمية لاحقة.

الهلال، الذي اعتاد على خوض المباريات الكبرى وسط ضغط جماهيري وإعلامي، يجد نفسه هذه المرة في مواجهة تيار من التشكيك الموجه لا ضد مستواه الفني فحسب، بل ضد فرصته في المنافسة العادلة.
فهل باتت الأندية التي تحقق الاستقرار والنجاح أهدافًا للمراهنات لا بوابة لها؟

في المقابل، لم يصدر أي توضيح رسمي من الفيفا بشأن هذه المراهنات المثيرة للجدل، باستثناء بيان مقتضب يؤكد أن “الاتحاد الدولي لا يتدخل في نشاط الشركات التجارية الخارجية، ولا علاقة له بتوجهاتها السوقية”، وهو ما اعتبره البعض تهرّبًا من المسؤولية، خاصة وأن رعاية النزاهة والعدالة داخل الملاعب لا يجب أن تتوقف عند حدود “الملعب” فقط.

الجماهير الرياضية، لا سيما محبو الهلال، عبّروا عبر منصات التواصل عن استيائهم من استغلال النادي كـ “ضحية نجاح”، محذرين من أن صمت الفيفا حيال هذه المراهنات قد يفتح بابًا واسعًا لعودة “التحكم غير النزيه” في نتائج المباريات بطريقة غير مباشرة.

ويظل السؤال مفتوحًا:
هل ستكون هذه العودة لشركات المراهنات مجرد نشاط تجاري بريء، أم أنها بداية لمرحلة جديدة من الضغوط المبطنة، تعيدنا إلى زمن كانت فيه الكرة تُدار من خلف الكواليس، لا من داخل الملاعب؟
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر